Site icon IMLebanon

فرنجية يستمهل “الثنائي”.. وغضب في المُعارضة من الضغط الفرنسي

 

مهما كان التعويل على الإتفاق الإيراني السعودي كبيراً، ليس هناك ما يشير إلى تمظهرات لبنانية لهذا الاتفاق ناهيك عن مداها الزمني البعيد في حال كان لبنان ملحوظاً ضمن بنوده التي يحتل اليمن رأسها.

 

ولا معنى للخلاصات التي سارع إليها كثيرون لربط التطور البارز بين طهران والرياض مع حل رئاسي لبناني، مثلما لا معنى لفرضية الرزمة الكاملة التي يتربع زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية على رأسها في المنصب اللبناني السياسي الأول.

 

بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بقليل في 31 كانون الثانس الماضي، كان واضحاً أن القوى الكبرى في المنطقة والعالم تعترض على فرنجية لرمزيته في قوى الممانعة ولحلفه الوثيق مع “حزب الله” (مهما حاول زعيم المردة التقليل من وقعه ووضعه في إطار محور إقليمي وعالمي)، مع إضافة عامل بالغ الأهمية بالنسبة الى الكثير من اللبنانيين وهو التصاق فرنجية بمنظومة الحكم ليصبح أحد أركانها والركن المدلل لدى الراعي السوري منذ استتباب ما عرف بالسلم الاهلي وبدء تطبيق اتفاق الطائف، وبقائه على هذا الحال مع الرمز الممانع الأول، “حزب الله” بعد الانسحاب السوري العام 2005.

 

هذا العامل الثالث يلحظه الغرب في تعامله مع الملف الرئاسي، باستثناء فرنسا لضرورات واقعية تريد بها تسهيل “البيزنس” الخاص بها، حسب معارض بارز لفرنجية، بحراً في الغاز الذي ما زال غامضاً، وبراً في صفقات منتظرة كبرى.

 

مع انتهاء ولاية عون استمهل فرنجية ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” شهرين لمحاولة متفائلة من قبله لإقناع السعودية بترشيحه.

 

مرّ الشهران من دون نتيجة لم يفعلا سوى في تصليب موقف الرياض لناحية رفض حليف “حزب الله” رئيساً. لم تسمّه بالإسم، لكنها، عبر مواصفاتها الرئاسية، وضعت الفيتو الخاص بها عليه و”الثنائي” يعلم تماماً هذا الأمر.

 

طبعاً لم تعلن السعودية عن إسمها المفضل وهي لن تعلن رسميا أقله في الوقت الحالي، لكن باريس فهمت وتعزز هذا الفهم يوم الجمعة الماضي في اللقاء السعودي الفرنسي، بأن لا مكان لفرنجية في الحسابات الخليجية، بعد الغربية.

 

حال المراوحة القائم والمؤذي والخشية من انعكاسات العقوبات الأوروبية ضمنها، دفع بـ”الثنائي” الى التلفظ للمرة الاولى رسميا بما كان يهمس به بين الأروقة المغلقة: الإعلان جهاراً عن ترشيح فرنجية أو دعمه لا فرق.

 

وقع الترشيح سلباً على حملة الأخير وتعززت القناعة لدى الداخل والخارج بأنه “مرشح الحزب”. وهو استمهل من جديد حلفاءه ليحاول عبر اتصالاته إقناع أصحاب الفيتو عليه وعلى رأسهم الرياض، وقبلها إعلان ترشيحه رسمياً بعد مضي نحو شهر على تسميته.

 

يقول مؤيدوه إن التسوية ستنضج بعد أشهر ليُتوج ترشيحه بإجماع خارجي ومثله داخلي من قبل القوى الكبرى في المجلس النيابي. أما توقيت هذا الإنضاج في حال حصوله ومدى قدرة البلاد على دفع ثمن الانتظار؟ فهما سؤالان ما زالا من دون إجابة.

 

تصلب “قواتي”

 

لناحية المعارضة لوصول فرنجية فالحال ليس أفضل كثيراً.

 

عجز عن الخروج بمرشح جامع. تصلب من “القوات اللبنانية” التي لا تريد أي اتفاق ولا حتى الجلوس مع “التيار الوطني الحر” للاتفاق على مرشح يحصل على شرعية مسيحية، وهي الشرط الأول لأي رئيس.

 

بلغ الأمر أن رفضت “القوات” وساطات بكركي التي اتخذت اشكالا متعددة فكانت الإجابة بمعنى واحد: إما القبول بمرشحنا ميشال معوض أو بمرشح آخر يكون من اختيارنا.

 

“الخطة ب” “القواتية” تلحظ قائد الجيش جوزف عون ولا تبارك أسماء تردد أن “التيار” طرحها مثل جهاد أزعور وناجي البستاني وهما إسمان في امكانهما الحصول على تقاطعات محلية وخارجية.

 

تقول أوساط المعارضة إن “الخطة ب” تُبحث بجدية، وهي تستند على مسعى بكركي الذي ما زال في أولياته ولم ينتقل الى مرحلته التالية.

 

أكثر من عشرة أسماء بعثت بها بكركي إلى المعنيين بالاستحقاق ومنهم القوى المسيحية، من بين تلك الأسماء معوض وفرنجية. هو استطلاع للآراء قبل البدء بتشطيب من لا تقاطُع عليه، وهو أمر منفصل عن اليوم الروحي الذي دعا إليه البطريرك بشارة الراعي في الخامس من الشهر المقبل.

 

على ان اكثر ما تخشى منه المعارضة أن تقدم، بعد استنفاد الوساطات، إسما قد يتعرض لما تعرض له معوض وربما فرنجية من “حرق”. وليس مسعى الزعيم “الإشتراكي” وليد جنبلاط سوى مثالاً على ذلك بعد طرحه العماد عون كأحد الأسماء الثلاثة قبل تعرض الإسم لحملات تشويه دفعت به الى الوراء في حظوظ الوصول الى الرئاسة. نتحدث طبعاً داخلياً ذلك أن قائد الجيش هو الإسم الأول لدى الدوائر الكبرى، عربياً وغربياً.

 

أما لناحية الضغط الفرنسي فقد بات ممقوتاً من المعارضة ويتم التداول بكثير من الهجوم في دوائر المعارضة. ويشير القيادي فيها إلى أنه جهد في الوقت الضائع اعتقاداً من باريس أنها تضمن بذلك الجهة القادرة على حفظ الاستقرار في لبنان وإعطاء الكلمة الفصل في مستقبل البلاد إضافة الى خشيتها على قواتها في الجنوب اللبناني، أي “حزب الله”.

 

لكنه تفويض فرنسي مُقيّد ومشروط من اللاعب الأميركي المنشغل بأولوياته الصينية والروسية، ولن يُكتب للضغط الفرنسي النجاح، حسب المعارضة.