IMLebanon

«الثنائي» على موقفه بدعم فرنجية.. والتركيز القطري على الرئيس التوافقي

 

الوضع في الجنوب تحت السيطرة ولا مصلحة لأي طرف بالتصعيد

 

 

تقدمت تطورات الأوضاع الأمنية في الجنوب بعد إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، سائر الأحداث على الساحة الداخلية، وما أعقبها من رد إسرائيلي بالمدفعية طال محيط عدد من القرى في القطاع الغربي. وإذا كانت المعلومات ترجح وقوف منظمات فلسطينية وراء إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، بعد تنصل «حزب الله» منها، إلا أنه وبحسب أوساط عسكرية لبنانية، فإن الأمور في الجنوب ستبقى تحت السيطرة، وليس هناك مصلحة لأي طرف في خروج الوضع عن طبيعته، بالرغم من خطورة ما جرى . وأشارت إلى أن إطلاق الصواريخ يأتي رداً على العنف الذي تمارسه إسرائيل ضد المصلين في المسجد الأقصى.

وأشارت الأوساط إلى أن القوات الدولية أجرت اتصالات مع الأطراف المعنية، بوجوب اتخاذ كل ما يلزم لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها، خشية عودة التوتر إلى الجبهة الجنوبية، وما يمكن أن يستتبعه من تطورات ميدانية لن تكون في مصلحة أحد.

وفيما أعلن «حزب الله» عدم مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، فهذا يؤكد على أن الأخير ليس في وارد التصعيد، وإن كان أعلن حالة الاستنفار في صفوف عناصره، تحسباً لخروج الوضع عن السيطرة. لكن ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ«اللواء» فإن أياً من الأطراف ليس في وارد الدفع باتجاه فتح جبهة الجنوب مجدداً، وتالياً فإن ما حصل من إطلاق للصواريخ، تتحمل مسؤوليته مجموعات فلسطينية لا تأتمر بأوامر الحزب، على غرار ما كان يحصل من ردات فعل، عند كل جولات عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بدليل عثور الجيش اللبناني على منصتي إطلاق الصواريخ، حيث عمد إلى تعزيز انتشاره في المنطقة، وسير الدوريات الراجلة، لتثبيت الاستقرار، بالتنسيق مع عناصر قوات «يونيفيل».

وسط هذا الأجواء، فإنه ومع غياب أي مؤشر داخلي لإمكانية إحداث أي خرق في الجدار الرئاسي، فإن الترقّب يفرض نفسه في المرحلة المقبلة، بانتظار معرفة المسار الذي سيسلكه الملف الرئاسي، في ضوء الاجتماع الخماسي الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض بعد عطلة عيد الفطر، بعدما يكون تم الاطّلاع على حصيلة النتائج التي عاد بها الوفد القطري من جولته الاستطلاعية في لبنان، بعدما تكوّن لديه ما يشبه القناعة، باستحالة القبول بانتخاب مرشح «الثنائي الشيعي» سليمان فرنجية، بعد تراجع الفرنسيين عن هذا الخيار، جراء الفيتو السعودي والخليجي على أي مرشح للحزب وحلفائه. لكن دون أن يعني ذلك تراجع «الثنائي» عن دعم رئيس «المردة»، باعتبار أن الأولوية لا زالت لفرنجية. دون استبعاد أن يخوض الحزب معركة حليفه حتى النهاية، في تكرار لسيناريو الرئيس ميشال عون، حتى تمكن من إيصاله إلى قصر بعبدا، بعد أكثر من سنتين على الشغور الرئاسي.

وإذ لم تخرج الخلوة الروحية بأي نتائج إيجابية على صعيد كسر الجمود الرئاسي، فإن وكما علم فإن الوفد القطري لمس معارضة مسيحية واسعة، سياسية وروحية لانتخاب فرنجية، لأسباب عديدة يأتي في مقدمها أنه مرشح «حزب الله»، بعدما تبين مدى الضرر الكبير الذي ألحقه العهد السابق باللبنانيين، وبالمسيحيين خاصة، الأمر الذي دفع القيادات المسيحية إلى رفض أي توجه نحو خيار مرشح الحزب. كذلك الأمر كانت النقطة الجامعة في محادثات الموفد القطري، أن هناك تأييداً لانتخاب رئيس توافقي على مسافة من الجميع، ولا يشكّل تحدّياً لأحد.

واستناداً إلى معلومات «اللواء»، فإن التركيز القطري بات منصباً على خيار الرئيس الوسطي، باعتباره حاجة للبنانيين في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ بها البلد، على أن يتم تظهير الصورة في الأسابيع المقبلة، في ضوء المشاورات التي ستجري على الصعيد الإقليمي بين القوى المعنية بالملف اللبناني، حيث الأنظار متوجهة إلى القمة العربية في أيار المقبل.