اتفاق المعارضة على ترشيح ازعور رفض لسياسة الحزب بضرب مرتكزات التركيبة المسيحية
من نتائج الكباش السياسي الدائر حول الانتخابات الرئاسية، بين الثنائي الشيعي ومكونات المعارضة والمنضمين اليها، كالتيار الوطني الحر بدافع الضرورة، رفض سياسة ضرب مرتكزات التركيبة الطائفية للمسيحيين، ومصادرة قرارها بفرض ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة من جانب واحد، وبمعزل عن التشاور المسبق والتوافق مع الكتل النيابية المسيحية الثلاث والمرجعية الدينية المسيحية الاساس، وهي السياسة التي اتبعها حزب الله، بغض نظر من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في ضرب مرتكزات التركيبة السياسية والطائفية للسنّة في لبنان، من خلال اقدام الحزب على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اولا، وبعده الاجهاز وتعطيل كل الحكومات التي تولى تشكيلها، رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، من حكومة الوحدة الوطنية، وحكومة التسوية التي انبثقتت عن انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة، تارة بتدخل مباشر من الثنائي الشيعي، وتارة اخرى باعطاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الغطاء اللازم لوضع العصي بدواليب الحكومة وتعطيل قراراتها وضرب كل محاولات الاصلاح اللازمة، الى آخر تعطيل مبرمج من الحزب، لمبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد زيارته للبنان، غداة تفجير مرفأ بيروت، واجهاض كل مساعي الحريري لتشكيل حكومة انقاذ اصلاحية.
الآن تعاني الكتل النيابية المسيحية الكبيرة، لا سيما كتلة القوات اللبنانية والتيار العوني، نتائج مساهمتهما في الانقلاب على التفاهمات والاتفاقات مع الشريك السنّي الابرز سعدالحريري طوال المرحلة الماضية، ان كان بتعطيل تشكيل الحكومات، او رفض المشاركة المتعمدة فيها، بلا اسباب ومبررات منطقية، اوحتى صياغة تحالف سياسي معه، بايعاز من الحزب، أو تجاوبا مع جهات اقليمية معروفة، ما ابقى هذه الكتل بلا تحالفات سياسية وازنة ومؤثرة، تمكنها من مواجهة أساليب الثنائي الشيعي بمصادرة قرارها والاستخفاف بمؤثراتها السياسية في الاستحقاقات المهمة، كالانتخابات الرئاسية.
تحاول المعارضة بمكوناتها المتعددة، جذب أكبر عدد من النواب السنّة المبعثرين في اكثر من اتجاه سياسي، املاً بترجيح كفة مرشحها للرئاسة الاولى الوزير السابق جهاد ازعور في مواجهة مرشح الثنائي الشيعي وحلفائهما سليمان فرنجية، وكل طرف يجهد الآن لجذبهما الى صفوفه لترجيح كفة مرشحه للرئاسة.
الآن يظهر بوضوح مدى تأثير غياب الرئيس الحريري في التركيبة السياسية والطائفية، لإخراج الاستحقاق الرئاسي إلى خواتيمه المطلوبة لإخراج لبنان من ازمته الحالية، ويمثل التشرزم في القرار السياسي للسنّة وتبعثر النواب السنّة على مستوى الوطن، النتائج العكسية التي تسببت بها ممارسات وسياسات الحزب في ضرب وتعطيل التركيبة السياسية والطائفية للسنّة في لبنان.
مفاجآت غير متوقعة لجذب النواب المتحيِّرين إلى جانب مرشّح الثنائي بطرق متعددة
تشكل محاولات المعارضة بمكوناتها المتعارضة، بالتفاهم مع المؤسسة الدينية المسيحية ببكركي، من خلال الاتفاق على ازعور مرشحها لرئاسة الجمهورية بالرغم من اختلافاتها، اختبارا مهما في كيفية منع حزب الله وحلفائه من الانقضاض على التركيبة السياسية والطائفية للمسيحيين، أسوة بما ارتكبه ضد السنّة مع الحريري، ومنعه من فرض فرنجية مرشحا للرئاسة، بمعزل عن موافقتها وخياراتها، في حين تبقى المخاوف قائمة، من مفاجأت غير متوقعة لجذب نواب من هنا ونواب من المحيّرين، الى جانب مرشح الثنائي فرنجية، بقوة الترهيب والتهديد او الترغيب المادي، وهو ما بدأ بالظهور علانية في مواقف وتصريحات نواب المانعة، الذين فقدوا صوابهم جراء اتفاق المعارضة على ازعور مرشحا للرئاسة، لاجل جلبهم الى صفوف النواب المؤيدين لفرنجية، لقلب الوقائع وحسم الامور لصالحه.