ما الذي قد ينتج عن زيارة رئيس سابق فقد كلّ مفاعيله إلى رئيس لم يعد حتى برئيس إلا شكليّاً؟ ما الذي قد يخدم به بشّار الأسد الجنرال والرّئيس السّابق الذي كانوا يسمّونه ممثّل «مسيحيي المشرق» بعدما أصبح حزب الله يفرض تعيين رؤساء كلّ الطوائف بقوّة السّلاح وبوقاحة «العيش المشترك بالإكراه»؟، لن ينتج شيء عن هذه الزّيارة، فالمَزور صودرت منه حتى مفاتيح أبواب قصره، والزّائر لم يعد يملك «حيلة» ولا «شعبويّة» ولا صوت مرتفعاً، ويشبه حاله تصريح فلوديمير زيلينسكي بعد إغراق سد كاخوفكا لمدينة خيرسون وجوارها أنّ قصف روسيا للسدّ هو محاولة روسية لعرقلة هجوم أوكرانيا المضاد المنتظر، وكفى بمقولة أينشتاين المشهورة تعبيراً عن اللحظة الحاليّة بأنّ: «الغباء ليس له حدود»!!
في الوقت الضائع من مصير الأقطار العربيّة ولبنان قد يكون من المفيد التأمّل في أنّ رغبة إيران في الانتقام من العرب سواءً بالحرب أو بالسّلم لأنهم اسقطوا دولة المجوس الساسانية توازي تماماً رغبة إسرائيل في الإنتقام من العرب بسبب يهود خيبر وبني قينقاع؟ فكيف إذا وجدت الرغبتان قواسمهما المشتركة، ولكن ما قاله أينشتاين اليهودي الذي رفض طلب اليهود أن يكون رئيساً لدولة إسرائيل لأنّه مدركٌ أنّ «الغباء ليس له حدود»، قد يكون مفيداً هنا استحضار أشباح التاريخ الفارسي ـ اليهودي (المقدّس) في انتظار أن ينتخب لبنان رئيساً يسمح به حزب الله وعودة ممثّل «مسيحيي الشّرق» إلى «جهنّم» التي أغرقنا فيها وأن تنتهي عودة السفراء بين إيران والعرب، استحضار أشباح التّاريخ ضرورة لا بدّ منها ولكن لمن يقرأ التّاريخ!
يقدّس اليهود إيران لأنها دولة «شوشندخت» الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول ولها مقام مقدس يحجّ إليه اليهود من كل العالم؟ أليست إيران بالنسبة لليهود هي أرض «قورش» مخلصهم وفيها ضريح «استرومردخاي» المقدّس وفيها توفّي النبيّ دانيال ودفن النبيّ حبقوق وكلّهم أنبياء مقدسّون عند اليهود، ويحج يهود العالم إلى إيران لأنّ فيها جثمان «بنيامين» شقيق نبي الله يوسف عليه السلام وأحياناً فاق حبّ اليهود الإسرائيليين لإيران حبهم لمدينة أورشليم!
أغلب الظنّ أنّ العرب لم يقرأوا يوماً أنّ المرجع الأعلى ليهود إيران داخل إسرائيل هو الحاخام الأعظم حاخام يديديا شوفط كانت تربطه علاقات وديّة جداً مع المقتول قائد فيلق القدس الإيراني السّابق قاسم سليماني، أو أنّ نحو مئتي ألف يهودي إيراني في إسرائيل يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام الأكبر حاخام يديديا شوفط المقرب من حكام إيران، وكنائس اليهود في طهران وحدها تجاوزت 200 معبد يهودي! بالتأكيد اليهود قرأوا وكذلك حلفاؤهم في إيران قد قرأوا أيضاً ولا نعرف ما إذا كان العرب قد قرأوا أيضاً أو سمعوا الحديث النبويّ الشريف عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:»يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ (أصفهان)، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ، عَلَيْهِمْ السيجان»رواه أحمد [21/55].
وبالرّغم من كلّ هذا يريد حزب الله أن يقنعنا أنّه يريد رئيساً تطمئنّ له المقاومة ويأمن أن يدير له ظهره خصوصاً إذا تفرّغ لبيع أرقام السيّارات المميزة ومنح رخص فتح صالات البينغو لينقذ لبنان من الإفلاس، يا ناس فعلاً «الغباء ليس له حدود»!!