Site icon IMLebanon

تواصل رئاسي مع الرياض برعاية باريس 

 

 

زحمة حركة في بيروت دفعة واحدة، توقيع رئيس الجمهورية اتفاق الترسيم مع “اسرائيل”، وسط تصريحات خطيرة مصدرها قادة “تل ابيب”، واجراءات بقية غير مفهومة لشركة “توتال”، رغم التوضيحات، علما ان اسم عضو الوفد اللبناني المدني الى الناقورة بقي غير معروف وخاضع للمشاورات حتى الدقيقة الاخيرة، مع بقاء العين على الملف الحكومي الذي كاد يبلغ خواتيمه السعيدة، لولا مسلسل السجال الذي استعاد فصوله بين ميرنا الشالوحي والسراي فاعاد الوساطات الى نقطة البداية، في موازاة “ضوء برتقالي” ايجابي حول تشكيل الحكومة، والحديث عن ساعات حاسمة تنقضها المعطيات المجمعة من اكثر من جهة سياسية، قرأت في الموقف العوني محاولة “تذاك” وغسل يد من دم ما سيحصل بعد يوم الثلاثاء. وحدها عين التينة “عم تضحك بعبها”، فمفاتيح الرئاسة والحكومة “بجيبتها”، وانتصار الترسيم اقر الجميع بان الفضل الاساس فيه يعود لاتفاق الاطار الذي قاد مفاوضاته “الاستيذ”.

 

في المبدأ، كان من المفترض ان تكون هناك جلسة الامس لانتخاب رئيس للجمهورية، على قاعدة “اذا مش التنين الخميس”، ولكن “ابو مصطفى” زهق من الدعوات “بلا فايدة”، فوفر على المواطنين عجقات سير بسبب التدابير الامنية الخاصة للحفاظ على حياة نواب الامة الثمينة، وعليهم عناء صرف البنزين “بلا طعمة”، فسكر الباب “وحط المفاتيح في جيبته” كما في كل نهاية عهد الى اجل غير مسمى عنوانه التوافق على اسم.

 

وبحسب مصادر متابعة، فان تأجيل “استيذ عين التينة” ينطلق من معطيات دولية لمسها، حول مساع فرنسية على اكثر من صعيد وجهة، لتأمين توافق بالحد الادنى يسمح بتأمين وصول شخصية “مقبولة” من مروحة واسعة الى بعبدا، على ان يترك للرئاسة الثانية تأمين الاخراج، المرجح ان يكون من خلال طاولة حوار مجلسية، بدأ “جس نبض” الاطراف حولها، خصوصا ان “الترويكا ” الجديدة الحاكمة، ستجعل من رئيس المجلس “الحاكم” السياسي الفعلي للبلد، سواء شكلت حكومة ام لم تشكل، من قائد الجيش “الآمر” العسكري، ومن حاكم مصرف لبنان “الضابط” المالي.

 

وتكشف المعطيات في هذا الاطار، ان وفدا مؤلفا من رجلي اعمال مقيمان خارج لبنان، زار المملكة العربية السعودية بتدخل ودعم مباشر من رئيس جهاز مخابرات دولة اوروبية، لتسويق ترشيح زعيم شمالي لرئاسة الجمهورية، بعدما عاود الاخير تحركه الرئاسي بعيدا عن الاعلام، محاولين اقناع المعنيين بالملف اللبناني بصوابية هذه التذكية، وانعكاساتها الايجابية على ملف العلاقات اللبنانية – الخليجية، الا انه لم يعرف في هذا الاطار ما اذا كان الوفد قد التقى ولي العهد الامير محمد بن سلمان ام لا.

 

وتتابع المصادر بان اجواء باريس غير متحمسة للمسعى القائم، لاسباب ترتبط بالمواصفات التي سبق ووضعتها باريس، والتي لا تنطبق على الشخصية المعنية، والتي تواصلت لفترة مع السفارة في بيروت قبل ان ينقطع الحوار بين الطرفين، نتيجة مراجعة الايليزيه لادارته للملف الرئاسي اللبناني ومقاربته له، واصرارها على مرشحيها، رغم معارضة اكثر من جهة داخلية وخارجية، من بكركي الى واشنطن.

 

في كل الاحوال، يبدو ان فرحة اللبنانيين لن تصل “لقرعتهم” في الملفات المطروحة راهنا على اهميتها، ذلك ان الظروف الدولية والاقليمية غير مناسبة اطلاقا، ولن تسمح باستثمار ما تحقق، رغم الارتباط الموضوعي بين الملفات الثلاث . فهل تصح رؤية المتفائلين و”نزمط بريشنا” مع نهاية العام؟ ام تتعقد الامور ونذهب الى فراغ وانهيارات ومؤتمرات؟