IMLebanon

هل سيحمل لودريان في جَعبته طرحاً جديداً بعد تدهور علاقته مع المعارضة؟

 

 

أيلول آخر مرحلة للحلّ… وإلا ستسحب الدول الخمس يدها من الملف اللبناني

 

حين غادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بيروت في اوآخر تموز الماضي، من دون اي يتوصل الى نتيجة ايجابية لمعضلة الرئاسة، بقيَ في جَعبته بصيص امل ضئيل قد يجده حين يعود في ايلول المقبل، لجمع الافرقاء اللبنانيين ضمن لقاء تشاوري بحسب ما اسماه، مبتعداً بذلك عن كلمة حوار التي يرفضها بعض الاطراف، لانهم جرّبوها مراراً ولم تؤد الى اي مكان.

 

لكن ما لم يكن في الحسبان او ضمن أفكار لو دريان في ذلك الوقت، تلك الرسالة التي بعثها الى النواب اللبنانيين المعارضين، طارحاً اسئلة تتعلق بالرئيس ومواصفاته التي اساءت الى العلاقة بين الطرفين، بعد الرد عليه من قبل النواب الـ 31، خصوصاً بعد استشعارهم بأنّ السياسة الفرنسية بعيدة كل البعد عن طروحاتهم المتعلقة بالملف الرئاسي.

 

اذاً لا بشائر مرتقبة سترافق الموفد الفرنسي منتصف الشهر المقبل، لانّ الملف عاد ليحمل المزيد من التعقيدات الداخلية، فالانقسام تفاقم والتناحر على أشدّه ، ولا حل إلا بتقديم التنازلات من قبل كل الافرقاء، وليس من قبل فريق واحد، بحسب ما يقول نائب في “التيار الوطني الحر”، ويشير الى انّ زيارة لودريان محدّدة بفترة زمنية، قد تؤدي الى انعقاد جلسات نيابية متتالية لإنتخاب الرئيس، ناقلاً أن رئيس ” التيار” جبران باسيل منفتح على هذا الطرح، إضافة الى انه مطلب الفريق المعارض، ورأى أنّ اللعبة الديموقراطية يجب ان تأخذ مسارها.

 

الى ذلك ووفقاً للمعطيات، فإنّ زيارة ايلول وفي حال حصلت، ستكون الفرصة الاخيرة، لانّ الدول الخمس ستتغاضى حينئذ عن الملف اللبناني المتأزم، والذي لن يصل الى حل، وووفقاً للمعلومات فإنّ فريق المعارضة يجري منذ فترة اتصالات مكثفة، لوضع خطة مواجهة لما يجري في الاطار الرئاسي، ومنعاً لمحاولة الفريق الآخر فرض مرشحه، وهي بدأت هذه المواجهة برفض المشاركة في الحوار الذي طرحه لودريان الشهر الماضي، وقد ردّت على رسالته التي اعتبرتها مهينة لهم كنواب برفض هذا الحوار، وثمة مَن يدعو من ضمن هؤلاء النواب، خصوصاً “الصقور” منهم، الى وضع طرق جديدة للمواجهة مع فريق الموالاة، خصوصاً بعد فشل كل الحلول التي طرحت، من ضمنها اقتراح الفريق المعارض على الموفد الفرنسي عقد جلسات ثنائية في ايلول، يُستخلص من خلالها إمكان الاتفاق على اسم رئيس توافقي، وعندئذ يصار الى انتخاب رئيس على الفور.

 

وفي السياق تشير مصادر الفريق المعارض الى انّ عدم توفير النصاب من قبلهم، كفريق في الجلسة التشريعية يوم الخميس الماضي، “يُعتبر من ضمن ادوات المواجهة التي وضعناها، لاننا اردنا توجيه رسالة الى الفريق الآخر، بأنّ غياب رئيس الجمهورية يمنعكم من التحكّم بالبلد”، ورأت أنّ “الحل الانسب هو وضع سلّة أسماء من المرشحين التوافقيين والوسطيين، وإجراء جلسات انتخابية رئاسية مفتوحة، تمنع خروج النواب من المجلس قبل انتخاب الرئيس”.

 

ولفتت المصادر المذكورة الى وجود نواب لا ينتمون الى المعارضة، لكنهم يؤيدون توجهّها في الملف الرئاسي، على الرغم من انهم لم يوقعوا على بيان النواب الـ 31 الذين ردّوا من خلاله على رسالة لودريان، وهذا يعني انّ عدد الفريق المعارض الى ارتفاع، وهذا ما نأمل ان نراه خلال جلسة انتخاب الرئيس في حال انعقدت، معتبرة أنّ إيصال رئيس استفزازي الى بعبدا، كما يعمل ويهدف البعض غير وارد على الاطلاق، وألمحت الى ما يقوله ويردّده كل يومين وزير سابق محسوب على الفريق الممانع ، “بأن لا رئيس إلا من فريقنا”، ليس سوى كلام لا يقدم ولا يؤخّر، وبالتالي لن يصل الى اي مكان.

 

وختمت المصادر المعارضة بالاشارة، الى انّ الاحداث الامنية الاخيرة التي حصلت في بعض المناطق اللبنانية، تستوجب اتخاذ قرارات جريئة، لوضع حد لما يجري في البلد من استباحة وسيطرة، وكشفت عن تشكيل جبهة سياسية مسيحية – اسلامية مرتقبة، لمواجهة ما يحدث من هيمنة على الدولة.