شهر أيلول حافل بالمحطات… لا ولادة لرئيس الجمهوريّة بانتظار “مسقط”؟
لماذا لا يُكلّف المجلس الأعلى اللبناني – السوري ملف النزوح؟
لا رئيس للجمهورية في القريب العاجل، وكلمة السر كشفها وليد جنبلاط عندما قال خلال استقبال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: “الحل والربط بيد واشنطن وطهران في مسقط، وليس عند الخماسية او الرباعية او السداسية”.
كلام جنبلاط يُفهم منه حسب مراجع بارزة، ان زيارات لودريان والمسؤول القطري “لزوم ما لا يلزم”، وتؤكد ان الكباش الاميركي – الايراني في مختلف الساحات، ليس الا تمهيدا للمرحلة التي تسبق الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة بين الدولتين، والبحث في الملفات الساخنة من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان، مع الدعاء ان تكون المرحلة الانتقالية ليست طويلة، ولا تحتاج الى منازلات كبرى.
هذا هو العنوان للملف الرئاسي المتعثر حتى امد طويل، لكن اللافت يبقى الموقف السعودي من لبنان، والمصر على المواجهة مع حزب الله قبل البحث في اي ملف آخر، ويحظى هذا النهج بالاولوية عند الرياض منذ ٢٠١٤، ويتقدم على الرئاسة والاقتصاد واوضاع اللبنانيين، دون الاكتراث لمخاطره الكارثية على البلد وتعطيله لسنوات وسنوات.
وحسب المراجع البارزة، فان التقارب بين ايران والرياض لم ينعكس ايجابا على العلاقات بين الرياض وحزب الله، وفيما ابتعد الحزب عن توجيه الانتقادات ضد الرياض، واصل الاعلام السعودي عبر قناتي “الحدث” و”العربية” توجيه الاتهامات ضد الحزب، وفبركة الملفات في حقه، من تهريب المخدرات الى اتهام الاخير باستخدام مطار بيروت لنقل الاسلحة، وهذا ما نفاه حزب الله جملة وتفصيلا، ووضع التقرير في خانة الاخبار الكاذبة.
وتسأل المراجع: هل يعقل ان تقوم قناة “الحدث” بنشر هذا التقرير دون موافقة وزارة الاعلام السعودية، والايعاز لمحطات لبنانية الانخراط في التحريض والفبركات عبر مطبخ اعلامي واحد لا ينتج الا التوترات وابقاء البلد على حافة الهاوية؟ كما تسأل المراجع حكومة تصريف الاعمال: ما هو موقفها من هذا الاتهام الخطير الذي يضرب سمعة لبنان، واكبر مرفق للدولة والشريان الحيوي مع العالم، لانه قد يدفع شركات طيران عالمية الى وقف رحلاتها الى بيروت. المطلوب موقف رسمي واضح ينفي هذه الادعاءات، او الاتصال بقناة “الحدث” من قبل وزارة الاعلام اللبنانية لنفي الخبر، وتسجيل اعتراض رسمي، او اللجوء الى اجراءات قانونية من اجل مصلحة لبنان، خصوصا ان كل اللبنانيين يعرفون ان العيون الدولية والغرف الامنية موزعون في كل انحاء المطار ويراقبون الشاردة والواردة.
وتقول المراجع انه دخل في الصيف الماضي اكثر من مليوني سائح ولم تسجل حادثة واحدة، فهل يعقل ان يستخدم حزب الله المطار المكشوف على كل مخابرات العالم لنقل الاسلحة؟ واكدت المراجع انه مَن يجد الطرق لنقل السلاح الى غزة، لن يكون عاجزا عن ايصال الصواريخ الدقيقة الى بيروت عبر الف مسرب ومسرب، وقد عجزت “اسرائيل” عن كشفها.
وتخشى المراجع البارزة ان يكون الهدف من الحديث عن نقل حزب الله السلاح عبر مطار بيروت، مقدمة للمطالبة بوضعه تحت الوصاية الدولية، حتى أن اثارة ملف النزوح في هذه الطريقة، وابراز الفلتان الامني على الحدود اللبنانية – السورية مقدمة ايضا لطرح نشر القوات الدولية عليها، وصولا الى المطالبة بتدويل الحل في المخيمات. هذه الافكار تم التداول بها مع التجديد لليونيفيل لعام واحد في الامم المتحدة، وستبقى على الطاولة مع تكثيف التحركات لخلق رأي عام لبناني داعم للتدويل.
وفي ظل هذه الاجواء الملبدة، تجزم المراجع البارزة ان لبنان مقبل على تطورات خطيرة، واللبنانيون يلعبون اليوم “الغميضة”، بانتظار محادثات مسقط بين الاميركيين والايرانيين، وعلى ضوئها “يا قمحة يا شعيرة” والباقي من دون معنى. اما الملفات المتفجرة من عين الحلوة الى النازحين والاوضاع الاقتصادية ستبقى مفتوحة، ولا يمكن البدء بمعالجة ملف النزوح دون البدء بالحل السياسي في سوريا وعودة الاعمار، ومن دون ذلك النازحون في لبنان الى “ما شاء الله”.
وفي المعلومات، ان سوريا نفذت اجراءات على الحدود الاسبوع الماضي، وقد انتشرت فرق من الامن الوطني السوري الى جانب الفرقة الرابعة، للحد من موجات النزوح دون نتائج بارزة، والمطلوب لقاءات لبنانية – سورية يومية. والسؤال حسب المراجع البارزة، لماذا لا يتم تكليف المجلس الاعلى اللبناني – السوري مجددا في ملف النزوح، وتفعيل عمله بعد اجراء تعديلات على تركيبته.
وفي موضوع المخيمات وحسب المراجع البارزة، حروب المخيمات فتحت ليس لتنتهي سريعا، ومعالجة ذيولها كليا صعب جدا، والمطلوب عدم انتقالها الى المخيمات الاخرى، وتحديدا الى صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، وسط تحركات لافتة للمسلحين في الايام الماضية. ويبقى السؤال الاساسي، كيف عاد الارهابيون الى حي الطوارئ في عين الحلوة؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ واكدت المراجع انه لا يمكن وقف القتال حاليا من دون تحقيق حركة فتح انجاز على الارض، والا تكون قد كتبت ورقة خروجها من لبنان بيديها، وليس من عين الحلوة فقط، خصوصا اذا فشلت في تحقيق انجاز عسكري في اكبر مخيم للفلسطينيين في كل مناطق الشتات. ولذلك الكلمة ستبقى للرصاص في الايام القادمة، وقرار الحسم العسكري اتخذته قيادة فتح في رام الله ولا تراجع عنه.
شهر ايلول حافل بالمحطات والتصريحات، ولا ولادة لرئيس الجمهورية بشكل طبيعي الا بتدخل جراحي، بانتظار مسقط؟