IMLebanon

الثنائي يُصعّد: ما كان مقبولاً عند طرح تسوية «فرنجية – سلام» بات مرفوضاً اليوم

 

 

عاد الملف الرئاسي الى المربع «صفر».. لا مبادرات حوارية أو موفدين قادرين على الحل والربط في هذا الملف طالما ان التفاهم بين إيران والتحالف الخماسي وتحديدا واشنطن والرياض حول الأثمان السياسية المطلوبة لإتمام التسوية الكبرى في لبنان والمنطقة لم ينجز بعد… هنا، تعترف مصادر مطّلعة ومعنية مباشرة بالملف الرئاسي ان دخول الفرنسيين على الخط منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون كان مجرد مرحلة «تقطيع وقت»… وفقا للمصادر، أخذ الفرنسيون مسبقا نصيبهم في التسوية من باب مشاركتهم في التنقيب عن النفط والغاز وتعويمهم سياسيا من خلال ما سُمّي بمبادرة «فرنجية – سلام» ، ولكننا الآن دخلنا في مرحلة التفاوض الجدّي حول الملف اللبناني برمّته بعد دخول الأميركيين والإيرانيين والسعوديين على خط ترتيب هذا الملف.

ولأول مرة، اعترفت المصادر ان ما كان مقبولا عند طرح تسوية «فرنجية – سلام» بات مرفوضا اليوم، وأي تسوية جديدة ستكون وفق أسس مختلفة، ولن يكون هناك تنازلات سياسية أو اقتصادية كاملة مقابل انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية، بل ستكون التسوية كالآتي:

«رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة فقط» ، فيما الوزارات السيادية والإدارات والمواقع في الدولة وإدارة الصندوق السيادي للنفط وحاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش ستتم وفق تسوية شاملة مختلفة عما طرح سابقا وعما عهدناه دون أن تفصح عن تفاصيل أكثر أو تعلّق عما يُحكى عن تعديلات على النظام السياسي والمداورة في مواقع الفئة الأولى… وبالتالي، فان التفاهم اليوم باتت كلفته باهظة على الفريق المعارض الذي أضاع فرصة تسوية شاملة غير مشروطة كتسوية «فرنجية – سلام».

عمليا، يعني هذا الكلام ان المفاوضات حول الملف الرئاسي دخلت في سياق مختلف بعدما أحرج اللقاء الخماسي الفرنسيين بالمهل الزمنية لإخراجهم رسميا من هذا الملف، وعلى طريق الفرنسيين، يسير رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ألزم نفسه بحوار لن يلبّيه أي طرف مسيحي… وفقا لمعلومات موثوقة، فان التيار الحر لن يذهب باتجاه تلبية الحوار في حال دعا إليه بري، وكان سبق للقوات والكتائب أن رفضوه وانضمت إليهم بكركي مؤخرا، وبالتالي أفرغ الحوار أو التشاور من مضمونه قبل أن يعقد، ولا داعي للحديث هنا عن الجلسات المفتوحة أو الدخان الأبيض طالما ان الأمور متوقفة عند مقاطعة الكتل المسيحية الوازنة لهذا الحوار… ولكن، جزمت المصادر ان إخراج التسوية الرئاسية التي يعمل عليها ستكون من عند بري حكما ومن ضمن سياق دعوته المفتوحة للحوار…

وفي ضوء هذه المعطيات الجديدة، هل ما زال فرنجية مرشحا ثابتا لدى الثنائي؟ أجابت المصادر المطّلعة «ان الوزير فرنجية مرشحنا الأمس واليوم وغدا، مع استدراك بسيط «إلّا إذا هو تنازل عن هذا الترشيح»… نقطة على أول السطر…