من المنطق ان يسعى الرئيس سعد الحريري إلى حدّ ادني من التفاهم مع الفريق الآخر حول هذا الملف فيما لو ذهب باتجاه الرابية رئاسياً… على هذا الاساس، يكتفي الشيخ سعد حاليا بالرسائل والمفاوضات غير المباشرة المتبادلة مع حزب الله عبر وسطاء مقربين جدا منه ليبني على الشيء مقتضاه.
وتحدثت المعلومات ان مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري فتح باب المفاوضات غير المباشرة مع الحزب من خلال المعاون السياسي لأمينه العام الحاج حسين الخليل.
ووفقاً لمعلومات خاصة حصلت عليها «اللواء» فان الحريري قد ابلغ الحزب مجددا عبر وسيط مقرب منه عن سعيه لحل الملف الرئاسي عبر التفاهم معه على سلة شاملة رئاسية وحكومية ونيابية انطلاقا من حرصه على المصلحة الوطنية وعلى اعادة تفعيل عمل المؤسسات وليس انطلاقا من حسابات سياسية ضيقة كما يروج البعض، طالبا المزيد من الوقت قبل اعلان موقفه النهائي من ترشيح عون او عدمه، لا سيما وإن جهات دولية دخلت بجدية على خط تحييد الملف اللبناني عن باقي ملفات المنطقة.
وعليه، اكد الوسيط المقرب من الحريري بأن الاخير حصر تطورات الملف الرئاسي في دائرة ضيقة جدا في تيار المستقبل لا تتخطى اصابع اليد الواحدة خوفا من كثرة «الاخذ والرد السياسي والاعلامي» في هذا الموضوع نظرا لما وصفه بامتعاض البعض المحق من اداء حزب الله وتنصله من معظم الاتفاقات التي يبرمها، كما حرصا على مسار المفاوضات غير المباشرة بينه وبين الحزب من جهة ومع القيادة السعودية من جهة اخرى.
وعلى الهامش، اشار الوسيط الى ان الحريري ليس خائفا من ردة فعل شارعه او تياره على اعتبار انه يتصرف من منطلق وطني لا لبس فيه وهو تغليب سياسة المصلحة الوطنية على النكايات السياسية، كما ان اية خطوة سيقوم بها ستكون بتفاهم وغطاء عربي واقليمي، لا سيما من المملكة العربية السعودية التي لم تتخلَّ يوماً عن لبنان.