IMLebanon

المبادرة الرئاسية بين  نقاط القوَّة والضعف

ما زالت الكوَّة موجودة في الجدار الرئاسي، ولو كانت صغيرة والجدار سميك، وما زال النور ينبعث منها ولو كان شحيحاً، فكما هناك مؤشرات إلى أنَّ المبادرة تعثَّرت، هناك في المقابل مؤشرات إلى أنَّها ما زالت قائمة، المهم في الأمر هو النظر إلى كامل الكوب:

حتى الساعة نصفه ملآن ونصفه فارغ، ولا بد من النظر إلى النصفين إلى حين التأكد من النتيجة سلباً أم إيجاباً.

كلُّ فريقٍ من الفريقين الكبيرين يملك نقاط ضعف ونقاط قوة، يحاول أن يبني على نقاط القوة ويراكمها ويخفف من نقاط الضعف قدْرَ المستطاع.

الفريق الذي يطرح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، رئيساً للجمهورية، يملك أوراق القوة التالية:

الدعم الدولي المتمثِّل بالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بشكل أساسي، هذا الدعم ليس لفظياً فقط بل إنَّ هاتين الدولتين تتحركان في اتجاه إيصال الوزير فرنجيه إلى قصر بعبدا، فالرئيس هولاند اتصل به، والقائم بالأعمال الأميركي في بيروت ريتشارد جونز يجول مكوكياً في لبنان، لترجيح هذا الخيار وشرح مخاطر الإستمرار في الشغور والفراغ.

الدعم الداخلي، ويتمثَّل في الكتل النيابية لتيار المستقبل وكتلة التنمية والتحرير وكتلة النائب وليد جنبلاط، بالإضافة إلى الكتل النيابية الصغيرة العدد نيابياً ككتلة الوزير فرنجيه وكتلة المير طلال إرسلان وكتلة الحزب السوري القومي الإجتماعي والنواب المستقلين في معظمهم. هذا البوانتاج من شأنه أن يوصِل الوزير فرنجيه إلى رئاسة الجمهورية، وهذه نقطة قوة للفريق الذي يريد إيصاله.

***

ومن نقاط القوة التي يمتلكها أيضاً، الدعوة التي وجَّهتها المملكة العربية السعودية لرئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة المملكة، والتي حملها إليه السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري، من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ.

هذه الدعوة، بالمعنى الدبلوماسي والرئاسي، تحمل في طياتها أكثر من معنى، فهي تعني أولاً حرص المملكة على رعاية الإستحقاق الرئاسي، فالرئيس سعد الحريري لم يكن ليبادر لو لم يلتقط إشارات إيجابية من الرياض، والدعوة السعودية إلى الرئيس بري هي بمثابة جرعة دعم للمسار المستجد.

***

في المقابل فإنَّ نقاط ضعف المبادرة تتمثَّل في ما يلي:

افتقادها إلى الغطاء المسيحي – المسيحي الفعّال، فهناك ما يمكن وصفه بأنه حلفٌ ثلاثي في مواجهتها، ومؤلف من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب. هذا الحلف من شأنه، إذا ما استمر على اندفاعته، أن يُجهضها، خصوصاً أنَّه ليس في الأفق ما يشير إلى أنَّ هذه المواقف ستتغير.

هذا الواقع دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى دقِّ ناقوس الخطر من خلال المقاربة التالية:

عندما تنضج المواسم يجب قطافها، وإلا فستسقط على الأرض، وان المبادرة جدية وليست صادرة عن فرد، ويجب على اللبنانيين الإستفادة منها واتخاذها بجدية.

***

وكما لدى الفريق المؤيد نقاط ضعف وقوة، فإنَّ لدى الفريق المعارض نقاط ضعف وقوة، ولعل أكبر نقطة ضعف لدى هذا الفريق هي أنَّ لا بديل لديه من حال الفراغ القائمة وما تحمل في طياتها من هريان للبلد، فإلى متى سيبقى يتحمَّل هذا الهريان؟