IMLebanon

الحل الرئاسي داخلي بامتياز؟!

هل يمكن ان يكون موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من الانتخابات الرئاسية، هو العقدة التي تمنع اجراء الانتخابات ام ان تصرف جنبلاط بالنسبة الى ترشيح النائب هنري حلو هو ما  يحول دون انجاح العملية الانتخابية، بعدما اكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد النائب ميشال عون انه لن يؤمن نصاب الجلسة الانتخابية طالما بقي مرشح ثالث الى جانبه وجانب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ما يؤكد والحال هذه ان من الضروري السعي مع جنبلاط كي يسحب مرشحه ليس لانه جدير بالمنافسة، بل لانه غير قادر على اكمال شوط المباراة الى جانب عون وجعجع!

وفي حال كان كلام عون جديا بالنسبة الى استعداده للمنافسة تكون المشكلة الجنبلاطية في مكانها، ما يحتم على من هو قادر على ان يؤثر عليه كي يسحب مرشحه من غير حاجة الى شروط من هنا او من هناك، حيث لا بد في نهاية الامر من ان يكون رئيس للجمهورية من بين اثنين، وهذا ما يدعو الى المحاولة مع جنبلاط حيث لا بد وان تجري الانتخابات كي لا يقال مثلا ان العقدة اقليمية ام دولية؟!

هذه ليست وجهة نظر بقدر ما هي حقيقة واقعة قياسا على ما سبق للعماد عون ان اعلنه، ومثله فعل الدكتور سمير جعجع وفي الحالين من الضرورة اقناع جنبلاط بسحب مرشحه من خلال مسعى داخلي او خارجي لا فرق، وعندها فقط يكون عندنا رئيس للجمهورية وعندها فقط تتضح الصورة الحقيقية مما عناه الجنرال يوم قال انه على استعداد لان ينافس مرشحا واحدا، وهو مطلب حق من ضمن نظامنا البرلماني الديموقراطي، اسوة بتصرف جنبلاط الذي يشكل بدوره تصرفا ديموقراطيا لا يجوز نكرانه عليه!

ماذا سيحصل في حال سحب جنبلاط مرشحه هنري حلو او ان الاخير اختار الانسحاب طوعا من غير حاجة الى شروط و «دفعات على الحساب السياسي» خصوصا انه يستحيل القول تكرارا ان مرشح جنبلاط قادر على المنافسة، وهذا الكلام بدوره، يشكل مدخلا مناسبا لان تكون عندنا انتخابات رئاسية وان يكون عندنا رئيس للجمهورية، وفي الحالين لا بد من مناشدة الزعيم الدرزي ان يبذل قصاراه لانجاز هذا الاستحقاق الذي يعني الجميع من دون حاجة الى ان تكون المنافسة محصورة بين عون وجعجع!

وفي المقابل، ليس بوسع احد القول «ان تكبير الرأس يمنع اجراء الانتخابات»، باستثناء ما يصح قوله عن الحسابات السياسية التي تشكل وحدها عنصر المفاجأة في ما نحن بصدده من  اقتراح حصول اكثر من حساب طالما ان عون غير قادر على الوصول الى بعبدا وهكذا بالنسبة الى جعجع، ما يحتم القول ان موقفي الجنرال والحكيم شبيهان بموقف جنبلاط حتى اشعار اخر، والا ما معنى الاستمرار في دوامة الاخذ والرد، وهيهات ان يشتغل مسؤول ما على هكذا حل مثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بما في ذلك رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذين بوسعهم دون سواهم ازاحة العقد من امام الانتخابات الرئاسية!

ومن جهة ثانية، لا بد من القول ان المستفيدين من ارجاء الانتخابات الرئاسية هم عون وجعجع وجنبلاط، والا ما معنى الاستمرار في مثل هكذا دوامة تمنع اجراء الانتخابات وتحول دون انجاز هذا الاستحقاق الذي يتغنى به الجميع على مدار الساعة وهذا ما يعني تحميل الذين يعقدون الامور مغبة القول ان لا مجال امام انتخاب رئيس طالما بقيت الامور على حالها؟

لقد سبق القول ان المصالحات والحوارات مدخل اساسي وملح لجني مكاسب سياسية من الضروري والواجب الاتكال على نتائجها، وهذا من ضمن ما يعول عليه سياسيا، وكي لا نصل الى مرحلة لا تكون فيها مصالحات وحوارات، مع ما يعنيه ذلك من البقاء في دوامة اللارئيس واللاتفاهم على كثير من الامور التي تجسد ابشع مراحل التباين السياسي والوطني.

ومن الان الى ان يحين موعد جلسة الانتخابات الرئاسية في الاسبوع الاول من كانون الثاني المقبل، لا بد من القول مرارا وتكرارا «ان ليس ما يمنع الانتخابات الرئاسية في حال كان تفاهم داخلي لا لبس فيه، من غير  حاجة الى دور اميركي – اوروبي  او فاتيكاني، كذلك بالنسبة الى انتفاء الحاجة الى دور سوري – سعودي – ايراني، وكل من يرى عكس ذلك يكون في صلب الخطأ المستمر عن سابق تصور وتصميم؟!