Site icon IMLebanon

تباينات بين الدول الخمس في مقاربة الإستحقاق الرئاسي

 

 

على الرغم من التكهنات والقراءات والتسريبات التي سُجِّلت خلال الأسبوع الماضي عن اجتماع باريس الخماسي، والتي أتت متناقضة مع بعضها البعض نتيجة عدم صدور موقف أو بيان ختامي عن المجتمعين، فإن مصادر ديبلوماسية مطلعة، تكشف عن أن المداولات كانت شاملة وتناولت كل تفاصيل المشهد اللبناني، ولكن من دون الوصول إلى موقفٍ موحّد، وذلك، بنتيجة الخلافات، أو على الأقل التباينات، التي ظهرت على طاولة المجتمعين، إنما هي لم تخرج إلى العلن في ضوء اتفاقٍ مسبق على ترك البحث في الملف الرئاسي اللبناني على وجه الخصوص، لوزراء خارجية الدول المشاركة في هذا الإجتماع، والذين سيجتمعون في غضون ايامٍ معدودة وفق ما هو مقرّر، من أجل متابعة ودرس التوصيات التي أعدّها مستشاروهم إلى اجتماع العاصمة الفرنسية.

 

وفي هذا المجال، فإن المصادر الديبلوماسية، تكشف عن أن هذه التباينات قد نتجت عن اختلاف في تصوّر كل بلد للإستحقاق الرئاسي في لبنان، مع العلم أن ما حصل من تطورات على الساحة السياسية اللبنانية في الأيام الماضية، والتطورات المتصلة بالملف الرئاسي لجهة الحراك الجاري في الكواليس النيابية، كما المستجدات المالية التي تحمل طابعاً خطيراً هذه المرة، قد يؤدي نحو إرجاء الإجتماع المرتقب لوزراء خارجية الدول الخمس، خصوصاً وان كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، قد ساهم في تراجع الإهتمام، خصوصاً في المنطقة، بأية ملفات سياسية أو غير سياسية، بحيث أن التركيز منصبّ على تداعيات الزلزال الكارثي.

 

وبالتالي، فإن ما بعد اجتماع باريس لا يختلف عمّا سبقه، على حدّ قول المصادر الديبلوماسية المطلعة، وذلك على صعيد الإستحقاق الرئاسي الذي ما زال يراوح مكانه، خصوصاً وأن المشاركين في هذا الإجتماع قد تعهدوا عدم تظهير تبايناتهم وقراءاتهم المختلفة للوسائل التي من الواجب اعتمادها لتحقيق الهدف الأساسي المطروح، ألا وهو مساعدة لبنان، ولكن من دون الحلول مكان المسؤولين اللبنانيين، تزامناً مع التحذير من خطورة بقاء الإنهيار والفراغ الرئاسي، الذي ستكون له انعكاسات على المؤسّسات المالية والأمنية والدفاعية والقضائية.

 

من جهةٍ أخرى، تشير المصادر الديبلوماسية المطلعة، إلى أن المجتمعين، قد يكونون تداولوا بأسماء الشخصيات المطروحة للرئاسة، المعلنة منها وغير المعلنة، ولكن من زاوية الإطلاع عليها فقط، ذلك أن البعض منها غير معروف من قبل العواصم الخمسة، باستثناء طبعاً النائب ميشال معوض ورئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وبالتزامن مع هذا النقاش، عرض المجتمعون أيضاً المواصفات الرئاسية، وكذلك الحكومة التي ستقوم، وبالتعاون مع الرئيس الجديد، بالعمل على تنفيذ خارطة طريق الحلول لكل أزمات لبنان المختلفة؟

 

وتخلص هذه المصادر، إلى الحديث عن استنتاجات واضحة خرج بها المجتمعون، ولكنها ستبقى بعيدة عن الإعلام، بانتظار أن يتمّ تبنّيها من قبل حكومات الدول الخمس، لا سيما وأنها تصبّ كلها في خانة واحدة، وهي التحذير من مخاطر الفراغ الرئاسي والإنهيار الإقتصادي، ولو أن الخروج بورقة عمل موحّدة لم يحصل، على الأقل، في اجتماع الإثنين، بانتظار المزيد من النقاش.