“إذا يئسنا كنواب من انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة فماذا سيفعل الشعب؟
يقارب عضو كتلة “الإعتدال الوطني” النائب سجيع عطيه، البيان الصادر أخيراً عن السفراء الخمسة حول الإستحقاق الرئاسي، “ضبابيةً وإيجابيةً في الوقت نفسه، معيداً الضبابية إلى عدم الوضوح بسبب الحديث عن الإستشارات الموسّعة التي لم يتمّ الإفصاح عن تفاصيلها لأنهم سيقومون بمحاولة مع الأطراف السياسية بعيداً عن الإعلام، إنما الجيد والإيجابي هو أن حراك السفراء يسير على خارطة الطريق التي وضعتها كتلة الإعتدال لإنجاز الإنتخابات الرئاسية”.
وفي هذا الإطار يكشف النائب عطية في حديثٍ لـ”الديار”، إن موقف السفراء الخمسة قد “أعطى دفعاً لنواب الإعتدال، لكي يعاودوا تحركهم واتصالاتهم واستئناف النشاط السابق للمبادرة مع الأفرقاء السياسيين من أجل تذليل العقبتين المرتبطتين بموضوع الدعوة إلى التشاور وموضوع الإنتخابات الرئاسية”.
لكن السؤال الكبير المطروح اليوم وفق النائب عطية يتناول السقف الزمني الذي وضعه سفراء اللجنة الخماسية، وهو 15 يوماً، وهي مهلة كافية في حال كانت النوايا حسنة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً وأن ربط الإستحقاق بحرب غزة يؤدي إلى إطالة أمد الشغور لأنه من الواضح أن حرب غزة قد تطول، ولذلك فإن التطورات العسكرية والأمنية قدد تشكل عاملاً ضاغطاً على القوى السياسية من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي”.
ويبدي النائب عطية ارتياحه للتوافق داخل اللجنة الخماسية على موقف واحد تضمنه البيان الأخير، مشيراً إلى أن كتلة الإعتدال الوطني ستجتمع بالسفراء الخمسة في الأسبوع المقبل، من أجل توحيد الجهود لتذليل العقبتين اللتين تحدثت عنهما”.
وعلى صعيد التحرك المقبل لسفراء الخماسية، يقول النائب عطية، إن ما قاموا به من جولات على القيادات والمرجعيات المعنية بالملف الرئاسي هي كافية، ومن المعلوم أن فريق المعارضة لديه مشكلة بالدعوة إلى المشاورات وبالموضوع الرئاسي، فيما الثنائي الشيعي متمسّك بجانب آخر من هذه الدعوة، كما يتمسّك بخياره الرئاسي، ولذلك، فإن العمل يجري على أن يبادر الطرفان من دون أن يبدو أن أياً منهما قد تراجع أو انكسر، بمعنى القيام بتنازلات بسيطة من قبل الطرفين من أجل الإلتقاء في جلسة مشاورات رئاسية، للوصول إلى الترشيحات مع التزام الجميع بالحفاظ على النصاب، بعدما تم الإتفاق على الجلسات المفتوحة”.
ورداً على سؤال حول التفاصيل التي تؤخر التشاور بين النواب، يوضح النائب عطية، “أنها شكلية، فيما من الواضح أن ما من أفق اليوم لوقف النار في غزة وإنهاء الحرب، وذلك لسبب عدم وجود اتفاق إقليمي أو تسوية كبيرة في المنطقة، في ظل تعنّت بنيامين نتنياهو، وإصراره على تحقيق المكاسب الميدانية في مدينة رفح في غزة، أو في جنوب لبنان، وهو ما يثير المخاوف حول اتساع دائرة الحرب، ولذلك، على الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية والإتفاق بين كل اللبنانيين على شخصية يتم انتخابها لرئاسة الجمهورية”.
وعن انطلاق حراك سفراء الخماسية من النقطة التي وصلت إليها مبادرة تكتل الإعتدال، يقول عطية إن بيان السفراء قد أوضح هذا الأمر وتحدث عن عقدتين سيعمل السفراء على حلّهما، وقد كنا طلبنا منهم خلال اجتماعنا معهم المساعدة على تسهيل حلّ هاتين العقدتين، بمعنى أن السفراء سيتابعون مبادرة تكتل الإعتدال”.
وحول مبادرة الإعتدال، يكشف النائب عطية أنهم سيعاودون التحرك على صعيد الملف الرئاسي، وسيتقاسمون الأدوار مع سفراء الخماسية، حيث أن الواقع بات يضغط بشدة على كل المعنيين بهذا الملف، خصوصاً وأننا نتحرك في لبنان وفق ردة فعل على حدثٍ معين، والخشية اليوم تتصاعد من التوتر في الجنوب واتساع رقعته، ومن الممكن أن يشكل هذا الضغط دافعاً لعقد حوار وطني وانتخاب رئيس الجمهورية”.
ويخلص النائب عطية إلى التأكيد على التفاؤل بالحل الذي يأتي بعد كل أزمة، لأن الأزمات تزيد العقل نوراً، وفي النهاية البلد سيبقى ويجب أن لا يغيب الأمل بالوصول إلى حلول لأننا إذا يئسنا فماذا نتوقّع أن يفعل الشعب”.