IMLebanon

لودريان يتواصل مع الأميركيين لتحصين التسوية المرتقبة 

 

 

لن تحجب عطلة عيد الأضحى الأضواء حول الحراك الرئاسي، وإن كان ذلك لا يشكل أي تطور، كما أن المواقف التي تطلق من قبل كل القوى السياسية لن تسجّل اي خرق ، ولكن علم أن شيئاً ما حصل في الأيام الماضية، وتحديداً بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبنان، ما أكد حصول هذا الخرق، وهو الهدوء السياسي والمواقف التي توالت في الساعات الماضية وصبت في خانة ضرورة الشروع في الحوار. وتكشف مصادر في 8 آذار بأن لودريان أكد للرئيس نبيه بري بأنه سيضعه في صورة اتصالاته، التي سيجريها في باريس ومع «اللقاء الخماسي»، على اعتبار أن بري يُعتبر اليوم، وفي ظل الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال، مَن يمسك بزمام الدولة والمؤسسات الدستورية، ناهيك إلى خبرته وكونه من رشّح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

 

وعلى هذه الخلفية، يدرك الموفد الفرنسي أن بري لاعب أساسي، ومن خلاله يمكن تدوير الزوايا والوصول إلى حل، أكان عبر المرشحين الطبيعيين وإن كان ذلك مستبعداً، أو الخيار الثالث، لأنه سبق له وأن قام بأكثر من تخريجة، وكما يقال بأنه يسحب الأرانب في التوقيت المطلوب وعندما تحين الساعة المطلوبة لهذا الغرض.

 

لذا، فإن السفيرة الفرنسية آن غريو تتواصل مع بري وتضعه في الأجواء دون استبعاد حصول تطورات على صعيد الخيار الثالث، خلال «اللقاء الخماسي» المرتقب انعقاده بعد عطلة الأضحى، مع الإشارة ووفق أجواء موثوق بها، بأن كل الكلام الذي أثير أخيراً، يأتي بعد زيارة لودريان، والحديث المتواصل عن خيارات جديدة تصب في اتجاه معروف وهذا ليس بجديد، واليوم تدور الإتصالات بين فرنسا «اللقاء الخماسي» للوصول إلى صيغة لا غالب ولا مغلوب، انطلاقا من جلسة 14 حزيران التي كانت مدروسة بشكل لافت ..

 

من هنا، تقول مصادر معارضة إن الأمور بدأت تتوضح شيئاً فشيئاً بعد انحسار الحملات الدعائية والتسويق لهذا المرشح او ذاك، وتؤكد على منحى جديد قد يكون ثمرة ما تلقفته القوى الأساسية من جولة لودريان، وأيضا من الولايات المتحدة الأميركية، التي قالت كلمتها عشية وصول الموفد الفرنسي إلى بيروت، وبحسب المصادر المعارضة، ليس بقدرة أي طرف في لبنان أن يتخطى الدور الأميركي الذي يعتبر أساسياً، وتحديداً للدول المنضوية في «اللقاء الخماسي»، إذ أن واشنطن قادرة على تعطيل أي اتفاق أو صيغة حل ،وهذا ما برز في محطات واستحقاقات دستورية.

 

وأخيرا، وإزاء هذه المجريات التي تولّدت أخيراً، فإن الإسترخاء السياسي والرئاسي في عطلة الأضحى، لن يحجب الأنظار عن متابعة لودريان لدوره، مع حديث عن تواصله مع الأميركيين قبيل عودته إلى بيروت دون أي مطبات أو عرقلات، باعتبار أن الغطاء الدولي والإقليمي الجامع هو من يرسخ ويحصن التسوية الرئاسية، وهذا ما ستبرزه الأيام القادمة. وبالتالي، قد يكون الهدوء السياسي وانحسار حدة المواقف، مؤشراً إيجابياً لما هو قادم على البلد بعد عودة لودريان، وإن كانت وفي خضم التجارب السابقة، كل الاحتمالات واردة.