Site icon IMLebanon

أسماء في سلّة التفاهم الرئاسي

 

بدأ الكلام عن سلة الأسماء الرئاسية في المساعي الجارية بين المعارضات يسلك طريقه. لا يرتبط الأمر بسلسلة اللقاءات العلنية التي ستحصل بين القوى الحزبية والتغييرية والمستقلة، سواء منها اللقاءات مع حزبي «الكتائب» و»القوات اللبنانية»، او بين كتلة «تجدد» و»التغييريين»، بل يتصل بالتفاهم على فلترة الاسماء المقبولة حتى حدود الوصول الى اسم واحد، اذا ما حاز هذا الاسم قبولاً من جميع الاطياف المعارضة.

 

عملياً هذه الفلترة بدأت، وبات يمكن الكلام عن اسمين بالحد الادنى يحظيان بقبول من أكثر من جهة معارضة، وعلى رأس هؤلاء «التغييريين» الذين طرحوا اسماء عدة لا تعتبر مرفوضة لدى القوى الحزبية، التي بدأت تدرس هي الأخرى كل اسم على حدة، قبل الاتفاق على اعتباره اسماً يمثل القوى المعارضة.

 

يداهم الوقت قوى المعارضة، وتجد نفسها في سباق مع التفاهم على اسم او اسمين للاختيار بينهما، قبل حلول موعد نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، اذ سيكون بعدها موعد مع الشغور الطويل لا يستبعد فيه أن تحصل مفاجآت أمنية، فما قبل 31 تشرين الاول ليس كما بعده، وما ينطبق على الفترة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، لا ينطبق على مرحلة الشغور، الذي طالما شهد احداثاً أدت الى انتخاب اضطراري للرئيس الجديد.

 

واذا كان الوقت عامل ضغط وتسريع للاتفاق بين قوى المعارضة، فإن قراءة ما يحضر له «حزب الله» رئاسياً، يندرج ايضاً ضمن المسؤوليات الرئيسية للمعارضة، التي يفترض أن تذهب الى الاستحقاق الرئاسي بتفاهم الاسم الواحد.

 

فـ»حزب الله» الصامت رئاسياً، والمأزوم بترتيب بيته الداخلي، لن يسمح بانعقاد جلسة انتخاب يؤمن فيها النصاب قبل أن ينتهي من ترتيب العلاقة بين حليفيه المارونيين، اللذين يتصارعان على نيل لقب مرشح الحزب كما سبق وناله العماد ميشال عون، فوصل بعد هذا الترشيح الى قصر بعبدا.

 

في الترجمة العملية، فإن اتفاق المعارضة على تبني اسم واحد للرئاسة، سيساهم بتحضير جهوزيتها لمواجهة اي توجه دولي واقليمي يسعى لفرض رئيس توافقي، يكون عنواناً لتمديد الازمة لست سنوات مقبلة، والمقصود هنا تحديداً مواجهة ما تسعى اليه فرنسا التي تتفاوض مع ايران على صفقة رئاسية، عنوانها اختيار اسم لا يزعج «حزب الله»، ينتخب قبل 31 تشرين الاول المقبل، وفق معادلة أن مبدأ حصول الانتخاب يفوق هوية الرئيس المقبل أهمية، ويجنب الدخول في مرحلة غامضة قد تشهد معالم فوضى ولااستقرار، في توقيت يشهد اهتزازاً على المستوى الاقليمي.

 

للاسباب المتصلة بالجهوزية، سوف تنتقل قوى المعارضة في المرحلة المقبلة من الدلع الذي يستهلك الوقت الى التفاهمات الجدية، وسيسجل في هذا الاطار لقاء قريب بين «القوات اللبنانية» و»الكتائب»، بعد مشاركة «الكتائب» في حضور يوم المقاومة في معراب، كما سيسجل لـ»التغييريين» حركة اتصالات مع جميع القوى لبلورة التفاهم حول الاسماء، وهذا التفاهم بات المدخل الاجباري للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي في مواجهة تحديات داخلية وخارجية، وفي مواجهة «حزب الله» الممسك بورقة تحديد موعد جلسة الانتخاب الرئاسي، التي يتوقع لها أن تكون من الجلسات القليلة واليتيمة التي سيحددها الرئيس بري، من دون القدرة على تأمين النصاب، وهذا بحد ذاته حافز لقوى المعارضة إن اكتسبت الثقة بما تقوم به، أن تنتقل الى مرحلة الضغط على رئاسة المجلس لتحديد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، وعدم تمييع الفترة الدستورية من دون انتخاب الرئيس، ما يعني القبول بالفراغ المديد.