جنبلاط أطلق مساراً خاصاً.. جعجع بانتظار المعارضة.. وباسيل يصدر فتاوى رئاسيّة
تتطاير الترشيحات الرئاسية بالجملة (وغب الطلب) لكن لا ترشيح رسمي بعد فيما لن يعلن أيضا اي فريق بعد عن توجهاته الرئاسية باستثناء ما ينقل بين الحين والآخر من مواقف أغلب الظن أنها لن تؤثر في الاستحقاق الرئاسي الذي تعود الكلمة الفصل فيه لتداخل العوامل الإقليمية بالمعطيات الداخلية.
ومع ذلك تصدر من وقت لآخر مؤشرات تعبر عن موقف التكتلات من استحقاق تشرين الأول فهناك من يتكتم مكتفيا بإشارات من بعيد وهناك من يبحث عن مرشح رئاسي توافقي لا يشكل استفزازا لأحد ومن يعمل على استمزاج آراء الخصوم والحلفاء لاختيار الرئيس الأفضل للمرحلة مثلما فعل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أطلق مسارا رئاسيا وفق المقاربة الجنبلاطية بالتلاقي الرئاسي مع ألد خصومه بالملف الرئاسي محاولا استقطاب الآخرين الى مرشحه التوافقي واذ يستكمل النائب تيمور جنبلاط المسار الذي أطلقه والده بالتنسيق والتواصل مع عين التينة وبكركي.
بالمقابل صار واضحا ان الفريق السياسي الذي سار في التسوية الماضية لن يكرر التجربة نفسها فحزب القوات ابتكر طريقا رئاسيا خاصا به بانتظار ان ينضم اليه المعارضون وما سينتهي اليه نقاش او اتفاق نواب المعارضة وقرار الكتائب ونواب ١٣ تشرين ، في حين باشر رئيس تيار المردة معركته الرئاسية مع تسليمه المسبق بامكان حصول تسوية قد تحصل على حسابه ولو كان لديه الأكثرية التي تغطي انتخابه رئيسا للجمهورية.
بالمقابل يتعاطى التيار الوطني الحر مع الاستحقاق من قاعدة ان الرئيس ميشال عون لن يبقى دقيقة واحدة في قصر بعبدا لهذا يعيد صياغة تموضعاته محاولا تحسين وضعيته للانطلاق الى مرحلة ما بعد خروج عون من بعبدا حيث اعتمد التيار في الفترة الأخيرة سياسة هجومية وعدائية تجاه خصومه فتجدد الاشتباك مع القوات على خلفية الأحجام التمثيلية مسيحيا ولم يسلم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من مناوشات باسيل في الموضوع الرئاسي فباسيل أعاد زج نفسه في المعركة الرئاسية بدعوته فرنجية وجعجع للاتفاق على مرشح مشترك للرئاسة قبل ان يعود وينتقل فجأة الى طرح نفسه مرشحا رئاسيا عندما تحدث عن الرئيس القوي في طائفته.
كما ان رئيس التيار وعشية الخروج من بعبدا يعمل على شد العصب المسيحي بالحديث عن التكتل المسيحي الأكبر والحفاظ على صلاحيات الرئاسة الأولى . الواضح ان باسيل كما يردد خصومه لا يزال يعتقد ان لديه الفرصة الرئاسية ومن هذا المنطلق يحاول إحراق مراكب منافسيه للرئاسة في معراب وزغرتا واليرزة.
هذا وأطلق التيار الوطني الحر مجموعة فتاوى دستورية لمرحلة ما بعد ٣١ تشرين الأول أبرزها احتمال سحب التكليف من الرئيس ميقاتي وفتوى عدم جواز تسلم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئاسة الأولى في حال الشغور ومع ان رئيس التيار لا يمانع اختيار رئيس يدور في فلكه السياسي في حال لم تسمح الظروف بوصوله لكنه لم يستسلم ويسعى لتسويق نفسه رئاسيا على الرغم من العقوبات والعقبات في وجه وصوله الى سدة الرئاسة ويسعى في الوقت المستقطع المتبقي من عمر العهد الى تلميع صورة التيار التي تشظت بأحداث ثورة تشرين عندما تم تحميل العهد وتياره وزر الانهيار الاقتصادي والمالي.
ويحاول باسيل ان يستجمع أوراق قوته ونفوذه في السلطة مثل أي فريق سياسي يحاول ان يجمع أوراقه ويحصن نفسه للتأثير في الولاية الرئاسية المقبلة مما يجعل التسابق على كرسي بعبدا بين القوى المارونية حاضرا بقوة فهناك من يريد فعلا المشاركة في قرار صناعة الرئيس المقبل سواء كان رئيسا سياديا او رئيسا توافقيا وهناك من يسعى لاقتناص الفرصة التي لن تعود إليه إلا بعد ان تنقضي ست سنوات.