IMLebanon

«اللجنة الخماسية» غائبة عن السمع .. والتسوية بالمنطقة تحدِّد مواصفات الرئيس المقبل

 

‎ لا جديد لدى الموفد الفرنسي.. وزيارته إلى بيروت هذا الشهر غير محسومة بعد

 

 

غداة اجتماع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع سفراء اللجنة الخماسية، واتفاق هؤلاء السفراء على اجراء كل منهم للقاءات ومشاورات مع الأفرقاء السياسيين، تمهيداً لاجتماع اللجنة الخماسية المركزي الذي كان مقررا اما في القاهرة أو الرياض لتعزيز التوجه نحو ايجاد الأرضية الملائمة لانتخاب رئيس، لم يعد يسمع لهؤلاء السفراء «لا حس ولا خبر» ، وكأن هناك شيئاً ما فرمل اندفاعتهم وجعلهم يغيبون عن الأنظار مجدداً، سيما وأن كل المعطيات التي توفرت نتيجة لقاءاتهم الفردية أو الجماعية تلاقت على أنهم لم ينتقلوا الى مرحلة طرح افكار او مقترحات جديدة محددة، من شأنها ان تساعد على اخراج الملف الرئاسي من حالة المراوحة.

ان هذا المشهد يقود الى القول أن الاستحقاق الرئاسي لم يدخل بعد على أهميته مربع الاهتمام الدولي الجدي، وأنه ما زالت التطورات في غزة، وبعض التجاذبات الاقليمية والدولية تتقدم على هذا الملف الذي ما زال مبعثراً ايضاً في الداخل نتيجة الانشطار السياسي الموجود حوله.

 

صحيح أن السفراء العرب والأجانب ومختلف القوى السياسية في لبنان ، يؤكدون في مواقف شبه يومية على وجوب انتخاب رئيس لانتظام عمل المؤسسات بما يؤدي الى ترتيب البيت الداخلي ليكون لبنان قادراً على مواكبة الأحداث في المنطقة، وليكون ايضا حاضراً في قلب أي تسوية توضع للمنطقة، غير أنه وبعد اكثر من سنة وثلاثة أشهر على استيطان الشغور الرئاسي في قصر بعبدا ، لم يلاحظ وجود أي تحرك فعلي لإنجاز هذا الاستحقاق لا في الداخل ولا في الخارج، وأن التحركات التي ترصد بين حين وآخر ، تكون إما لتعبئة الوقت، أو من باب رفع العتب ليس إلا، كون أن غالبية المتعاطين بهذا الشأن يدركون انه لا يمكن فصل المسار الرئاسي عن المشهد الاقليمي والدولي، الذي ينعكس بسلبياته وإيجابياته على الداخل اللبناني، وهذا ما يجعل ملف انتخاب الرئيس عرضة لهبات باردة أحيانا، وساخنة أحيان أخرى.

 

من هنا فإن المشهد الرئاسي في لبنان معقد الى أبعد الحدود، وهو بات بحاجة الى عناية خارجية فائقة في ضل انسداد شرايين التواصل بين أهل الحل والربط من المسؤولين اللبنانيين، وهذه العناية الى الآن غير متوافرة نظرا لوجود أزمات في المنطقة هي في نظر دول القرار أكثر أهمية من انتخاب رئيس في لبنان، وما يساعد على تجاهل الخارج لهذا الاستحقاق، هو عدم وجود نوايا لبنانية صادقة في مقاربة هذا الأمر بروح وطنية بعيدا عن لغة الربح والخسارة والمحافظة على المكاسب السياسية، وقد أكد أكثر من سفير ممن دولهم تؤلف «اللجنة الخماسية» بأنه لا يمكن أن تنتظر القوى السياسية في لبنان حل هذه الأزمة من قبل أي جهة خارجية، ما لم يبادروا هم بأنفسهم العمل على حلها أو على الأقل مساعدة الدول المعنية لإجاد المخرج الملائم لها، سيما وأن جميع المسؤولين في لبنان باتوا على علم أن «اللجنة الخماسية» لا يضع فيتو على إسم أي مرشح، كما انها تنأى بنفسها عن الخول في بازار الأسماء.

وفي هذا السياق تؤكد مصادر سياسية عليمة أن الأمور بالنسبة الى انتخاب رئيس كأنها ما تزال في يومها الأول، حيث لا يلاحظ أي إمكانية في وقت قريب لانتخاب رئيس، فاللجنة الخماسية التي كان من المتوقع أن تعقد اجتماعاً لهذه الغاية في الاسبوع الثاني من لقاء سفرائها الرئيس بري وقيامهم بزيارات فردية لبعض القوى السياسية ، غابت عن الأنظار ولم يسجل لها اي حراك لا من قريب أو بعيد، وكأنها شعرت من خلال التقارير التي رفعها السفراء ، بأن الأمور غير مؤاتيه بعد لحسم الملف الرئاسي، وأن اللجنة ربما تنتظر عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في محاولة جديدة لجس نبض المسؤولين في لبنان لكي تبني على الشيء مقتضاه، علما أن زيارة لودريان التي قيل انها ستحصل هذا الشهر لا شيء فعلي حولها حيث لا يوجد على أجندة المجلس والسراي أو أي مقر سياسي أي موعد له، وهذا يعني انه ربما تكون زيارته ما تزال بعيدة بانتظار حدوث شيء ما يشجع الموفد الرئاسي الفرنسي العودة مجددا الى بيروت.

لكن المصادر في الوقت ذاته ترى أن الملف الرئاسي أصبح مرتبطاً بشكل ما بما يجري في غزة والجنوب اللبناني، وانه لا يمكن انتخاب رئيس قبل انقشاع الرؤيا حول كيفية الوصول الى تسوية تنهي الوضع القائم، على هذين الصعيدين.