Site icon IMLebanon

الرهاب الرئاسي يُكبِّل تشكيل الحكومة ويأسر علاقة القوات بالتيار!

الرهاب الرئاسي يُكبِّل تشكيل الحكومة ويأسر علاقة القوات بالتيار!

جعجع رئيساً لا يشبه عون الرئيس.. والدولة بكل نواحيها غيرها كذلك

 

جعجع صارح الحريري في آخر اجتماع لهما بأنه لا يستطيع  قبول عرض يدخله ضعيفاً إلى معركة رئاسة الجمهورية

يكرر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع دعمه المطلق للعهد، تماما كما يثبّت في كل يوم خصامه المطلق لـ «التيار الوطني الحر». بات مفهوما أن الرجل بهذا الفصل بين رئاسة الجمهورية والتيار وقيادته، إنما يرمي الى تحييد ميشال عون عن صراعه الحاد مع التيار، في السباق نحو رئاسة الجمهورية.

إنما هل نجح جعجع في إثبات هذا التحييد وتكريسه؟

لا يتوانى رئيس الجمهورية، تكرارا، عن نقض هذا المسعى القواتي، ليس دفاعا عن التيار، وهو المؤسس والقائد والملهم، بل ليقينه أن الصراع يتخطى منافسة على وزارة أو منصب إداري، الى لبّ المسألة وجوهرها. إنه صراع على الخلافة (سنة 2022)، كأنها حاصلة غداً(!)، وحتى أوانها صراع على إستقطاب الجمهور المسيحي تمهيدا للإنتخابات النيابية ربيع السنة نفسها.

ويأتي في هذا السياق ما نُسب الى جعجع في آخر إجتماع مع سعد الحريري في معرض موافقته على 4 حقائب قواتية: «لا أستطيع ان أقبل عرضا يدخلني ضعيفا معركة رئاسة الجمهورية».

إذن، خلاف الـ2018 هو في حقيقة الأمر منافسة على الـ2022، بمحطتيها النيابية ومن ثم الرئاسية، إذا ما سُلّم جدلا أن مجلس تلك السنة (لا الراهن) هو الناخب، المقرِّر في إسم رئيس الجمهورية، وإستطرادا في ما ستؤول اليه أحوال الجمهورية والنظام والحكم وشكله. فجعجع رئيسا لا يشبه في أي حال من الأحوال عون الرئيس، والدولة بكل نواحيها غيرها كذلك. أما العامل الخارجي فيبقى تأثيره بائنا في كل إستحقاق محلي، فكيف بإستحقاق رئاسي تنتظره عواصم القرار وتلك الحاكِمة لبنانيا عبر أذرعتها، وتحديدا الذراعين السنيّ والشيعي، لتبيان مآل دولة ميكروسكوبية Nano Country على الخريطة العالمية، يخال أهلها (غالبيتهم لتجنّب التعميم) أنهم نواة أمة ومحرِّك أمم!

هذه الحقيقة، ببعديها المحلي والخارجي (وهو العامل الأكثر تأثيرا في مآل الرئاسة على مرّ أعوام الجمهوريتين مع إستثناء في رئاسة عون)، يدركها جيدا مختلف الأفرقاء الذين يلعبون راهنا لعبة الوقت، وإما يتحركون فراغياً على هامشها، مع يقينهم أن السنوات الأربع الباقية طويلة ومحكومة بمستجدات محلية وإقليمية شتى ستغيّر كثيرا من المعادلات، تماما كما تغيّرت المعادلة من «عون لن يرى الرئاسة على حياته» الى «عون رئيسا بالقوة (بمعنى إمكان الشيئ) وبالفعل (بمعنى وجوده حقيقة)»، تماثلاً وإستحضارا لأبرز ما في علميّ المنطق والنحاة.

في كل هذا وذاك، يكمن الصراع. جلّه على أمر وحيد: وراثة الشرعية المسيحية نيابيا وشعبيا. أيار 2018 أولى المحطات القواتية الفعلية في الطريق الى الـ2022، في هدى «الرئيس القوي»، صفةً وقاعدةً.

أما شيطنة جبران باسيل، وتُنسَب إليه العرقلة وإرتكاب الجرائم بحق العهد ومعاداة الجميع والإستئثار والإلغاء والشطب والإستفراد (وهي كلها، يا للغرابة، ضُرب بها ميشال عون والتيار الوطني الحر على مرّ الثلاثين عاما الفائتة، ومن غير المنطقي أن يمارس باسيل على غيره ما مورس بحق تياره)، فهي في الحقيقة ناتجة من رهاب Anthropophobia (تعريفه العلمي: خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها) لن يجد دواءه العليل سوى في الإستمرار في الـCharacter Assassination، السبيل الأسلم والأسرع والأفعل لإستهداف باسيل، مكمن كل الشرور!