المعارضة تتجه لاستبدال مُرشحها بآخر وسطي قادر على تحصيل نسبة مقبولة
بالتزامن مع مواقف بعض الاطراف والنواب الذين اعلنوا عدم مشاركتهم في الجلسة الرئاسية المقبلة، كيلا يكونوا شاهدين على تجديد المسرحية الرئاسية التي تكرّرت للمرة العاشرة، ومن ضمن هؤلاء بعض النواب «التغييريين» الذين تبدلّت ارآؤهم ومواقفهم خلال معظم الجلسات التي شهدها مجلس النواب. لذا يطالب هؤلاء بالتوافق على اسم الرئيس قبل انعقاد أي جلسة، لانّ الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الوقت الضائع، في ظل رفض شعبي كبير لما يجري، في بلد فاقد كل شيء.
الى ذلك، برزت معلومات أنّ اجتماع تكتل « لبنان القوي» الذي ينعقد بعد ظهر اليوم برئاسة النائب جبران باسيل، سيكون مغايراً ومفصلياً، اذ ستتم مناقشة المستجدات الرئاسية بصورة مختلفة، تنطلق من التباين القائم بين «التيار» وحزب الله، والذي يشمل ملفات عديدة منها الاستحقاق الرئاسي، الذي سار باسيل ضمنه نحو خط مغاير، رافضاً دعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للوصول الى الرئاسة، كذلك الامر بالنسبة الى ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي يغيب «الفيتو» عنه من قبل معظم الافرقاء السياسيين، في حين وحده رئيس «التيار» قالها بالفم الملآن «لا للمرشحين الاثنين»، على ان يطرح الخيار الثالث اليوم أي المرشح الرئاسي المدعوم من قبله.
وقد استبعدت مصادر سياسية مطلعة حصول ذلك، لانّ كل اسم سيطرحه باسيل سيحترق على الفور، على غرار أي مرشح مدعوم من قبل أي حزب، والامر عينه ينطبق على كل المرشحين الحزبيين، معتبرة أنّ طرح أي اسم للرئاسة من قبل «التيار الوطني الحر» سيكون كلعبة سياسية ليس أكثر، خصوصاً انّ باسيل لن يقبل تسمية أي نائب او وزير من العونيين، وهو قالها مرات عديدة، لذا ستتم مناقشة سيناريو جديد للجلسة الرئاسية رقم 11 يشمل إلغاء التصويت بالورقة البيضاء.
في غضون ذلك، افيد بأنّ اسماء ثلاثة مرشحين ستطرح خلال اجتماع تكتل « لبنان القوي» اليوم، هم جهاد أزعور وزياد بارود وبيار الضاهر، واسم رابع لم يتخذ باسيل قراره بعد بطرحه كمرشح، لكنه بقي ضمن لائحة مرشحة لدخول بعض الاسماء القليلة اليها.
وعلى خط آخر، من المتوقع جداً حدوث انقسام في الآراء داخل الجدران العونية، حول غياب أي اسم ينتمي الى «التيار الوطني الحر»، مع اسئلة حول سبب الاستعانة بمرشحين بعيدين عن سياستهم، فيما يعتبرون انهم الاحق بالترشح.
وفي إطار آخر، تلقى مرشح رئاسي من الفريق المعارض، نصيحة من ديبلوماسي غربي، بضرورة الانسحاب من المعركة، لانّ الواقع لا يشير الى إمكان وصوله الى قصر بعبدا، لذا عليه البدء بهذه الخطوة في المرحلة الحالية، وليس الانتظار بعد، لانّ ما يجري في المجلس النيابي كل يوم خميس خلال الجلسة الانتخابية معيب، والافضل ان يخرج هو من السباق بدل ان يخرجه الرافضون لتولّيه الموقع الاول، واتت النصيحة مع إشارة الديبلوماسي، الى انّ التسوية الرئاسية لا بدّ ان تأتي ولو بعد حين، مع إعطاء الضوء الاخضر الخارجي، الذي لا يحوي أي اسم من تلك التي يتم التداول بهم منذ اشهر.
وعلى الخط المعارض أيضاً، افيد بأنّ نائباً سابقاً وسطياً يتردّد اسمه منذ فترة كمرشح لرئاسة الجمهورية، تلقى منذ أيام تطمينات من أركان في المعارضة، بأنّ لا «فيتو» عليه من قبلهم، وبأنهم لا يمانعون وصوله في حال تلقى النسبة المطلوبة من الاصوات لدخول قصر بعبدا رئيساً، الامر الذي يشير الى عملية استبدال بين المرشحين المذكورين، لا بدّ ان تظهر في العلن قريباً.