ينقل عن مصدر نيابي بارز، أن ما جرى من لقاءات في الساعات الماضية، إنما أكد المؤكد أن كل فريق سياسي يتمترس خلف ثوابته ومرشّحه الرئاسي، في إطار مناورة واضحة، وعدم تبيان أي ومضة أمل أو بصيص نور من هذه اللقاءات، ولكن ما حصل كان عملية «كسر جليد» على خط «التيار الوطني الحر» و «حزب الله»، وحيث ما زال رئيس «التيار» النائب جبران باسيل على مواقفه، الأمر الذي أكده مجدداً خلال لقاء ميرنا الشالوحي، وأيضاً عندما التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في دارة جوي الضاهر، إذ تبين لسيد المختارة بالملموس، أن باسيل لا يريد كلاً من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، أو قائد الجيش العماد جوزيف عون.
ولكن، وفي سياق متصل، علم أن القوى التي تدعم ترشيح فرنجية لم تُبدِّل مواقفها، وهي أكدته لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ولكل من تلتقيه، إنما هي لن تقفل باب التشاور في حال كان هناك من أجواء تفضي إلى أنه يمكن الحديث عن مرشح توافقي آخر، وهذا ما سيبنى عليه في إطار لقاءات أخرى، بعدما تيقّن الجميع، ومن كبار المرجعيات السياسية، أنه ليس هناك أي تسوية، أو ثمة اهتمام دولي بلبنان كما يقال ويشاع، بل تمنيات بأن يتّفق قادة هذا البلد، وعندئذ، سيكونون مستعدين لتقديم المساعدة.
لذلك، ينقل ومن خلال معلومات موثوق بها، أن رئيس الحزب الإشتراكي بصدد توسيع مروحة لقاءاته واتصالاته، وثمة لقاء قريب سيجمعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي ليس بعيداً عن الحراك الجنبلاطي، والذي يسعى إليه صديقه لكسر حلقة الجمود الذي يحيط بالبلد، في ظل إقفال باب الحوار بين مكوّناته. ولهذه الغاية، فإن المعلومات المحيطة برئيس الاشتراكي تؤكد أن جنبلاط يعمل على فتح كوة في هذا الجدار المقفل، تجنباً للأسوأ الاتي على لبنان، وهو أكد للذين التقوه بأن «اللقاء الديموقراطي» مستمر في الاقتراع للنائب ميشال معوض، والتواصل مع الجميع، وبالتالي، ودحضاً لما يقال عن قطيعة مع حزب «القوات اللبنانية»، فإن التواصل مستمر، وقد يكون هناك لقاء قريب من خلال موفد لجنبلاط إلى معراب، لأن المرحلة في غاية الصعوبة.
وعلى خط آخر، فإن المعطيات المتوافرة عن اللقاءات الأخيرة، تشي بالتوصل إلى توافق مع رئيس المجلس النيابي بأن يحدّد جلسات انتخاب الرئيس عندما تكون هناك أجواء إيجابية يمكن البناء عليها، على اعتبار أن بعض الكتل، إن لم نقل معظمها، لم تعد ترغب بالمشاركة على خلفية ما شهدته الجلسات السابقة من أجواء لا يتقبّلها الناس، وهي غريبة عن أداء هذا المجلس، وبناءً عليه، فإن الرئيس بري سيتشاور مع معظم الكتل،بهدف تنظيم الخلاف حتى لو عقدت جلسات دون انتخاب الرئيس، إنما أن تكون الجدية هي السائدة، وأن يكون هناك أكثر من مرشّح في حال أراد الجميع انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، ولا سيّما أن ما وصل إلى مسامع كبار المسؤولين، يفضي إلى أجواء سلبية على صعيد النظرة إلى واقع لبنان المالي والإقتصادي والسياسي، وعدم رغبة أي دولة بتقديم مساعدة في مثل هذه الظروف، ما يستوجب قراءة هذه المؤشرات الخطيرة، التي وصلت بالتواتر من أصدقاء في الخارج، وعبر بعض السفراء.