Site icon IMLebanon

سيناريوات رئاسية

 

في مقابلة لم يمرّ عليها الزمن شدد النائب آلان عون على وجوب إجراء الإنتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية، ودونما أي أبطاء. فلفته محاورُه بمدة الفراغ التي تخطت العامين وخمسة أشهر التي سبقت انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فعزا النائب عون السبب إلى “الميثاقية”. 45 مرة دعا الرئيس بري إلى جلسات لانتخاب رئيس وكان الحضور فيها دون ثلثي أعضاء المجلس. بعد “ألف يا ويلاه” تأمنت “الميثاقية”، في 31 تشرين الأول 2016.

“الميثاقية” بحسب فتاوى العونيين تحققت بانتخاب الرئيس الأقوى مسيحياً، أي العماد ميشال عون حصراً بينما لم تتوافر هذه الصفة بالمرشحين هنري حلو وسمير جعجع وسليمان فرنجيه وقتئذٍ.

فماذا عن المعيار الميثاقي بعد السيد الرئيس ميشال عون؟ أيتوافر بسليمان فرنجيه (متمثل بنائب واحد) أو بجبران باسيل (رئيس الكتلة الثانية عددياً في المجلس الجديد) أو بسمير جعجع، المتفوق بـ “جمهوريته القوية “على الكتلة العونية بعدد النواب وعدد الأصوات التفضيلية، رغم بهلوانيات جبران، أو بقائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو مرشّح طبيعي بمعزل عن نياته وطموحاته.

والأهم، ماذا لو لجأت القوى المعترضة على “ميثاقية” المرشح جبران باسيل مثلاً إلى انتهاج الأسلوب الديمقراطي التعطيلي نفسه الذي انتهجه “التيار الوطني الحر” بقيادة النائب ميشال عون و”كتلة الوفاء” لعون و”كتلة المردة” وبعض النواب “الفراطة”؟ هل تُلام “القوات اللبنانية” إذا مشت على دعسات “التيار” وطبقت حرفياً أسلوبه وجمعت حولها ثلثاً معطلاً دينه وديدنه “الميثاقية” والتمثيل المسيحي الوازن المعبّر عنه في الإنتخابات التشريعية؟

وماذا سيفعل جبران القوي في أول جلسة لانتخاب خلف لـ”بيّ الكلّ”، إن لمس،لا سمح الله، جوّاً مؤيداً للعماد جوزاف عون؟ هل يعود إلى “الميثاقية”؟ أو يبتكر سبباً لتأمين ثلث معطّل للجلسة بالتكافل والتضامن مع حليفه الشيعي، الذي يمكنه أن يمون على بعض الدائرين في فلكه والمستقلين لرفع العدد إلى ما فوق الثلث بقليل؟

وهل سيضغط “الحزب” هذه المرة على جبران للقبول بزعيم “المردة” سليمان فرنجيه، الذي “ظمط” هذه الدورة بنجله طوني. هذه المرة لسليمان المرة المقبلة لكَ أخ جبران. وعد شرف. وعد صادق. سليمان 2022. جبران 2028. فطوني سنة 2034. هذا ما يخطط له المرشد الأعلى. هزال ماروني سمنة شيعية مطعمة ببهارات سنية وقبول درزي على مضض. هذه حال الرئاسة.

ويبقى سؤال ذو طابع وجودي يشغل البال: ما هي مقاربة النائبة سينتيا زرازير لانتخابات رئاسة الجمهورية؟ هل ستشارك؟ وإن شاركت فبالجينز الـ Délavé أو بالجينز الممزق على الركبتين؟ وأخطر ما قد يحصل في الإستحقاق المقبل أن يُبقي النائب جميل عبّود اسم الرئيس ورقةً مستورةً في جيبه حتى ربع الساعة الأخير!