المشهد الرئاسي يزداد ضبابية مع اقتراب جلسة 8 شباط
وإشارات للمعنيِّين بالإستحقاق أن إيران ليست مستعجلة
لا شيء يوحي بأن جلسة 8 شباط لانتخاب رئيس الجمهورية ستختلف عن سابقاتها، بالرغم من عملية خلط الأوراق التي رافقت إعلان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، دعمه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية وما تلاها من ارتدادات طالت شظاياها معسكري «8 و14 آذار» على حدٍّ سواء، بعد تمسك رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري بترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة الأولى وإعلان الأخير إصراره على الاستمرار في المعركة الرئاسية، في ظل صمت مطبق يعتصم به «حزب الله»، ما أثار الكثير من التساؤلات حول حقيقة موقفه من الملف الرئاسي وما إذا كان مستمراً في دعم حليفه عون، أم أنه قد يلجأ إلى اعتماد الخطة «باء» والتي تدعم انتخاب فرنجية رئيساً إذا وجد أن حظوظ فوز رئيس «التغيير والإصلاح» غير متوافرة.
من خلال ما أعلن من مواقف في الساعات الماضية، بدا أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التعقيد وليس هناك ما يشير إلى إمكانية إحداث أي خرق في جدار الملف الرئاسي أقله في المدى المنظور، حيث أشارت المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، إلى أن بعض الأطراف السياسية تبلغ إشارات إيرانية بأن طهران غير مستعجلة على بت الاستحقاق الرئاسي في لبنان، في هذا الوقت بالذات، بانتظار انجلاء صورة المشهد الإقليمي أكثر فأكثر، وتحديداً في ما يتصل بالتطورات السورية، على أهمية مرحلة ما بعد توقيع الاتفاق النووي وتحسن العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة الأميركية والأوروبيين، خاصة وأن طهران تجد في الورقة اللبنانية مادة هامة على طاولة المفاوضات مع المجتمع الدولي، ولذلك فهي ليست مستعجلة على التفريط بهذه الورقة وترى أن وقتها لم يحن بعد، وبالتالي سيبقى الاستحقاق الرئاسي كما هو ظاهر في دائرة المراوحة القاتلة المفتوحة على شتى الاحتمالات.
وتقول مصادر نيابية بارزة في «تيار المستقبل» لـ«اللواء»، إن الرئيس سعد الحريري ومن خلال الاتصال الأخير الذي أجراه بالنائب فرنجية، يؤكد مرة جديدة حرصه على التواصل وفي الوقت نفسه استمرار دعمه فرنجية في المعركة الرئاسية، طالما أن الأخير ماضٍ في معركته الرئاسية، بعدما تبين صعوبة لا بل استحالة انتخاب النائب عون، مع التأكيد على أن نواب «تيار المستقبل» سيشاركون كما هي العادة في جلسة الانتخاب في 8 شباط المقبل، على أمل مشاركة جميع النواب لتأمين النصاب ولتكن منافسة ديموقراطية وسنهنئ الفائز من بين المرشحين الذي يحظى بالغالبية النيابية المطلوبة للفوز بالرئاسة، مشيرة إلى أنه لو كان «حزب الله» جدياً في السعي لانتخاب رئيس للجمهورية، لكان أعلن استعداده للنزول إلى مجلس النواب وانتخاب الرئيس العتيد، لكنه لا يريد ذلك، بدليل أنه لاذ بالصمت وغاب عن السمع، كي يزيد المشهد الداخلي غموضاً ويؤكد للأقربين والأبعدين أنه لا يريد انتخابات رئاسية في لبنان، طالما أنه لم يتبلغ قراراً إيرانياً بفك أسر الرئاسة اللبنانية.