Site icon IMLebanon

لا رئيس… والمعركة «عَ المنخار»… وفئة ثالثة تفرض نفسها

 

 

جاء اليوم الموعود، يوم انعقاد الجلسة الـ 12 لانتخاب رئيس الجمهورية. تكتسي هذه الجلسة أهمية بالغة لجهة انعقادها أولاً رغم الانقسام السياسي الذي شهده البلد منذ الدعوة اليها، وللانتخاب فيها لمرشَحين أو أكثر ثانياً، وما سيتأتّى عنها من نتائج في حال حصول الانتخاب… على أنّها الأولى التي تضمّ مرشَحَين جديين للرئاسة هما الوزير السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور المدعومان من الكتل النيابية، خلافاً للجلسات السابقة. علماً بأنّها لن تُنتج رئيساً، على ما هو متوقّع، و»تطيير» النصاب القانوني سيحصل بعد الدورة الأولى منها، على غرار الجلسات الـ 11 الماضية.

 

ويمكن القول انّه حتى مساء الثلاثاء، فإنّ صورة «البوانتاجات» قد توضّحت أكثر فأكثر، لا سيما مع كشف بعض النوّاب «المتردّدين» أو «الرماديين» عن موقفهم من التصويت ، على ما تقول مصادر سياسية مطّلعة، وهو أنّهم سيكونون خارج الاصطفافات السياسية الحاصلة بين قوى المعارضة و»الوطني الحرّ» التي تدعم أزعور من جهة، و»الثنائي الشيعي» والحلفاء الذين يدعمون فرنجية… غير أنّ أي حسم يبقى غير مؤكّد، في ظلّ إمكان استخدام «الأوراق المتحرّكة» من قبل بعض الكتل النيابية أو بعض النوّاب «الوسطيين» و»المستقلّين» و»التغييريين»، أي عدم التزام بعض النوّاب بقرار الكتلة.

 

فبالنسبة لفرنجية من المؤكّد أنّه سيحصل، على ما أكّدت المصادر، على أصوات كلّ من: «الثنائي الشيعي» المتمثّل بكتلة «الوفاء للمقاومة» (15 صوتاً) ، كتلة «التنمية والتحرير» (15 صوتاً)، التكتّل «الوطني المستقل» الذي يضمّ 4 أصوات (طوني فرنجية، وليم (أو ملحم) طوق، فريد الخازن وميشال المرّ)، 5 نوّاب من المستقلّين المتحالفين مع الحزب هم: جميل السيّد، جهاد عبد الصمد، عبد الكريم كبّارة، حيدر ناصر وجورج بوشيكيان. فضلاً عن 5 أصوات من كتلة «التوافق الوطني» (فيصل كرامي، حسن عبد الرحيم مراد، محمد يحيى، عدنان طرابلسي وطه ناجي)، ونائبان من «التيّار الوطني الحر»، ونائبا «الطاشناق» إذا لم يقترعا بـ «ورقة بيضاء». وبقي موقف اللقاء النيابي المستقلّ (لا سيما النوّاب السنّة) غير واضح، وقد أعلن أنّه لن يساهم في تطيير النصاب، فضلاً عن أصوات بعض من يُبقون موقفهم لجلسة اليوم، التي لا يُعلم لمصلحة من ستصبّ قبل فرز الأصوات.

 

أمّا المرشّح أزعور فسيصوّت له كلّ من: كتلة «الجمهورية القوية» (18 صوتاً)، تكتّل «لبنان القوي» (12 نائباً) في ظلّ الحديث عن عدم التزام 5 نوّاب بقرار التكتّل هم: الياس بو صعب الذي صوّت للوزير السابق زياد بارود طوال الجلسات السابقة، ابراهيم كنعان صاحب كتاب «الإبراء المستحيل» الذي يأتي على ذكر أزعور، سيمون أبي رميا، ألان عون وأسعد درغام. علماً بأنّ النائب عون أكّد أنّ الاختلاف في الرأي لا يمنع الالتزام بقرار التكتّل، ما جعل الأمور تبقى على غموضها لناحية تصويتهم لمصلحة فرنجية أو «الورقة البيضاء» أو أي اسم آخر. فضلاً عن كتلة «اللقاء الديموقراطي (8 نوّاب) التي قيل انّها ستُعطي أصواتها لأزعور لمرّة واحدة، كتلة «الكتائب اللبنانية» (4 نوّاب)، كتلة «تجدّد» (4 أصوات: ميشال معوّض، أديب عبد المسيح، أشرف ريفي وفؤاد مخزومي)، 3 نوّاب مستقلّين هم: غسّان سكاف، بلال الحشيمي وميشال ضاهر، 5 أصوات من النوّاب «التغييريين» هم: وضاح صادق، مارك ضو، ميشال الدويهي، الذين انضمت اليهم بالأمس كلّ من النائبتين بولا يعقوبيان ونجاة صليبا، وصوت واحد لحزب «الوطنيين الأحرار» هو للنائب كميل شــمعون.

 

تبقى أصوات النوّاب «التغييريين» الآخرين، على ما أضافت المصادر نفسها، وهي: ملحم خلف، حليمة قعقور، سينتيا زرازير، ابراهيم منيمنة الذي رجّح إبقاء القرار بيدهم حتى اليوم، على أنّ النقاش ركّز على خيار إمّا محايد وإمّا أزعور. فيما أعلن النائب الياس جرادي أنّه سيضع اسماً واضحاً وليس اسماً واهناً، ويميل هو وعبد الرحمن البزري، بحسب المعلومات، الى التصويت لزياد بارود. وكان كشف النائب سجيع عطية أنّه سيسير في اتجاه المرشح الثالث، فيما عاد وأعلن أنّهم سيكونون على الحياد في الدورة الأولى من الانتخاب، وأنّ الأرجحية للورقة البيضاء، ما يؤكّد على عدم اتخاذ تكتّل «التوافق الوطني» أي موقف حاسم، سيما أنّه أعلن وقوفه الى جانب الناس. وقال النائب شربل مسعد إنّ كتلة صيدا (3 نواب) تبحث عن خيار ثالث. يبقى بعض النوّاب المستقلّين مثل جان طالوزيان، إيهاب مطر، نبيل بدر وعماد الحوت وسواهم من الذين لم يحسموا موقفهم.

 

وبين الفريقين المصطَفين والمتنافسَين في جلسة اليوم، تبقى الفئة الثالثة التي لن تصبّ لمصلحة أي من المرشحين، كونها أعلنت عن رفضها للإصطفافات، على ما أشارت المصادر عينها، ولأنّها تودّ أن تؤكّد أنّ ثمّة خيارا ثالثا في البلد.

 

وما شهدناه أخيراً من انقسامات في الرأي بين نوّاب «التغيير» و»المستقلّين»، يدلّ على ذهاب بعضهم الى التصويت بـ «ورقة بيضاء»، وبعضهم الآخر الى اسم مرشّح ثالث، أو عبارة مثل «لبنان الجديد» أو «التوافق» أو أي كلمة أخرى.

 

وبناء على ما تقدّم، فإن جلسة اليوم لن تشهد على انتخاب رئيس الجمهورية، على ما عقّبت المصادر، فلا أي من المرشَحين سينال 65 صوتاً في الدورة الأولى، حتى انّ أيا منهما قد لا يتخطّى الـ 60 صوتاً، فيما المعركة ستكون «عَ المنخار» بين فرنجية وأزعور.

 

كما سيظهر أنّ الخيار الثالث سيفرض نفسه أيضاً، ما يفتح الباب بعد الجلسة على ضرورة الحوار للتوصّل الى رئيس توافقي يجمع جميع النوّاب حول اسمه. علماً بأنّ الاقتراع سرّي، ولهذا قد تذهب بعض الأصوات لهذا المرشّح أو ذاك خلافاً لما جرى الإعلان عنه، ما قد يحمل ربما بعض المفاجآت غير المتوقّعة أو المحسوبة.