IMLebanon

وأيضاً ملء الشغور مهمّ

 

 

نود ان نتوقف عند الدعوة – التحذير التي وجّهها الرئيس نبيه بري الى سائر الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي للتبصّر في ما يجري في المنطقة والذهاب الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية.

 

واننا اذ نريد ان نعتبر ان هذا النداء يأتي من دون أي شروط مسبقة، نود ان نحث رؤساء الكتل النيابة، وعبرهم النواب، على المبادرة الى التفاهم مع عين التينة على موعد لجلسة انتخابية قريبة جدا، اذ لا يسمح مسار الأحداث ولهيب النار اللذان يطرقان ابواب لبنان بقوّة، بتَرَف هدر المزيد من الوقت، على ألّا يكون عقدها رهناً بأي مطلب،  كي لا نقول بأي شرط، لا بالنسبة الى فرض اسم أو اسماء بعينها، ولا بحتمية قراءة المحضر بعد الجولة الانتخابية الأولى واعتبار الجلسة منتهية، اذ يُفترض الابقاء على الجلسة مفتوحة الى ان يتم انتخاب الرئيس واصدار الدخان الأبيض، وعندئذ تُختم الجلسة وتُطوى هي والأزمة الرئاسية معاً، ليكون للبنان رئيسٌ، كما كان مفترَضاً منذ نحو أربعة عشر شهرا، اي منذ بدء سريان مفعول مهلة الانتخاب الرئاسي الدستورية، قبل شهرين من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. وبالتالي يدخل النواب قاعة التشريع والرقابة والانتخاب العامة، وقد تحولوا الى هيئة ناخبة بموجب النص الدستوري الصريح. ثم لا يغادرون الّا والرئيس الجديد قد أُجري انتخابه، ونكون قد حققنا انجازا مهما، بل بالغ الأهمية، نظراً لما يتعلق على هكذا انتخاب من ايجابية تنعكس، بالضرورة، على الأوضاع العامة في البلد.

 

صحيح ان الاهتمام والجهود والأنظار موجّهة الى قطاع غزة، الذي  يتعرض الى هذا الكم المرعب من المأساة، وقد دمرتها الة القتل الصهيونية الوحشية، بحقد لا حدود (ولا مثيل) له، ولاسيما  قتل شعبها الصامد الصابر الأعزل المظلوم على أيدي الصهاينة ورئيس وزرائهم السفاح بنيامين نتانياهو، الذي يلجأ الى هذه المذبحة الهمجية غير المسبوقة علّها تفيده في محاولة الهروب من أحكام شديدة تنتظره من دون أدنى شك، أيّاً كانت نتائج هذه الحرب.

 

معروف ما علّمنا اياه التاريخ كيف تواجه الامم والشعوب الملمّاتِ الصعبةَ والظروفَ الدقيقة بالحدود الدنيا من الالتفاف حول المصالح الوطنية العليا، فيتناسى القوم خلافاتهم وحتى صراعاتهم، أو على الأقل يعلقونها (موقتا) على الحائط، أو يضعونها، (موقتاً أيضا) على الرف، لينصرفوا الى التلاقي حول المصالح الوطنية العليا… ولكن يبدو ان الأقوام، عندنا، لا تتجاوز مواقفهم أرنبة أنوفهم.