IMLebanon

العِتريس وإخوانه

 

…وفي سابع عروض الخميس إعتلى الممثل العِتريس منصّة الكلام، داعياً من يعنيهم الأمر إلى «الإستسلام لمنطق الوفاق». الوفاق برفع العشرة أو الوفاق بالتثبيت أو الوفاق بالضربة الفنية القاضية. منطق الوفاق، بمنطِق العتريس بن زياد: سليمان فرنجيه أمامكم والبحر وراءكم…

بعد انتهاء الكوميديا المجلسية على خشبة البرلمان الوطني أخبرنا العِتريس، بجملة بلا فواصل، أنّ البلد مأزوم مالياً واجتماعياً، ومُحاصر أميركياً، وأنه أم الصبي، ورمى على الطاولة جملة للبحث والتفكير والتحليل. ماذا قصد العِتريس بـ»هناك تشظٍّ في قراءة الموقف»؟ رجاء ألّا تتعدّى الإجابة الأسطر العشرة كي لا يتشظّى المعنى كأجزاء «البلّور المكسور» وكي لا يضيع المبنى بين شاطر ومشطور.

العِتريس النائم على تِرسانة صواريخ منتشرة شمال الليطاني وجنوب الليطاني وفي مجرى الليطاني ومنبعه ومصبّه وفي أقاليم التفاح والبرتقال والـ»كومبوت» بدا في هذا الوقت، أكثر من أي وقت متمسّكاً بالقرارات الدولية والثالوث المذهب الكلّي القداسة.

ورغم عدم إبلال الممثل العتريس بعد من آفة التدخين، بشّر جمهوره الحبيب بإدمان جديد: «سندمن لغة الحوار». فلنتخيّل إدارة حصر التبغ والتنباك تحذّر من: «الحوار يقتل» أو «الحوار يسبّب أمراضاً مميتة».

في الكوميديا المجلسية، بات كل نائب غرّ أو كل نائبة «معورضة» أو كلّ عديم خبرة يعتبر نفسه ممثلاً أوّل أو بيضة قبّان بسوق الجملة. أو بيضة خارج الإصطفافات كحال حليمة بنت القعقور. حتى الأستاذ سجيع بيضة… وبصفارين أيضاً. وبات كل نائب ناخباً معتدّاً بنفسه، يرشح للرئاسة من يشاء من ذوي الكفاءات وعديمي الفرص ومنهم الدكتور عصام خليفة والراحل الكبير الدكتور الشهيد سلفادور ألليندي. وفي إطار التمايز النوعي، قد يُرشّح الخميس المقبل المرحوم بابلو نيرودا نجماً طالعاً من القبر على المسرح ومنافساً شرساً لبدري ضاهر.

في تلك الكوميديا، أدوار الفقهاء الدستوريين موزّعة بين المهندس سليم والمعاون علي والشيخ فريد والشاطر حسن. يقابلهم مجتمعين ملحم خلف، العريض الصوت والمنكبين والعاقد الحاجبين.

كل خميس عرض حلو قبل الظهر. وضحك مرّ بعد الظهر. في العرض المقبل من الكوميديا المجلسية، يعود إلى خشبة المسرح، الممثل القدير فيصل أفندي للّعب إلى جانب حلفائه العتاريس أما النائب حيدر آصف ناصر، المنتفِض للسيادة والعدالة، فلم يقرأ بعد السيناريو كي يدلي بصوته ويطرب الجمهور ويعرّب.