لم تنجح المعارضة حتى الساعة، والتي يفترض ان تكون اكثر المستعجلين لانتخاب رئيس للجمهورية، في التفاهم على اسم مرشح رئاسي، تتجه فيه الى جلسة التاسع من كانون الثاني من المقبل، والتي تشير المعطيات انه ورغم الضغوط الدولية المبذولة ـ لان تكون منتجة وتؤدي الى انهاء الفراغ المستمر منذ عامين وشهرين، يبدو انها ستنتهي بـ “طبخة بحص”.
ولا تُظهر المعطيات الراهنة ان هناك مَن هو حقيقة “مستقتل” على انتخاب رئيس، وان كان الجميع يدعي العكس. فالمعارضة تبدو متخبطة بين خيارين:
– السير بمرشح توافقي تتفاهم عليه مع “الثنائي الشيعي”.
– او محاولة فرض واقع جديد ينسجم مع نتائج العدوان “الاسرائيلي” الاخير على لبنان والتطورات السورية الكبرى، اي محاولة فرض مرشح يكسر حزب الله، واذا تعذر ذلك نتيجة التوازنات البرلمانية القائمة، الذهاب باتجاه تغييرات كبرى بالنظام او على الارض، من خلال الدفع باتجاه نزع سلاح حزب الله.
وفي هذا الاطار، كان لافتا حديث رئيس رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميل، عن ان “خارطة طريق الإنقاذ تبدأ برئيس يؤمن بحصرية السلاح، مع ورشة وطنية فيها مصارحة ومصالحة وتطوير النظام” معربا عن خشيته “من الذهاب الى ترقيعة رئاسية تبقي الجمر تحت الرماد”.
وتقول مصادر مطلعة انه “صحيح ان المعارضة تبدي انفتاحا على النقاش بأسماء المرشحين، لكنها بالوقت عينه تبدو متريثة لجهة التفاهم على رئيس لا ينفذ اجندتها ورؤيتها، ويكون برأيها من دون طعم او لون، لذلك يُرجح ان تصل النقاشات الى حائط مسدود، الا اذا كانت هناك ضغوط دولية كبيرة تفرض رئيسا معينا، يتبلور اسمه قبل ساعات من جلسة الانتخاب”.
وتتم حاليا “غربلة” اسماء المرشحين، لتحديد من سينتقل منهم الى مرحلة جديدة من المنافسة، ومن عليه “فيتو” معين داخلي او دولي يطيح ترشيحه.
وبات واضحا ان بعض المرشحين المفضلين لرئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، يصطدم بفيتو “قواتي”، فيما لم يتضح بعد اذا كان حزب الله يضع فيتو على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، مع ترجيح انه لا يفعل بانتظار تبلور المفاوضات “الرئاسية” الداخلية والخارجية.
ويُعتبر مدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري احد المرشحين الاساسيين الذين يتم التداول بأسمائهم، خاصة وانه نسج خلال توليه سدة الامن العام علاقات جيدة مع معظم القوى الداخلية والخارجية. وبحسب المعلومات، لا صحة لما تم التداول فيه عبر وسائل الاعلام في فترة ماضية عن وجود فيتو اميركي على اسمه، اذ تؤكد المصادر ان علاقته جيدة جدا مع الاميركيين، اضف انه مرشح مفضل لقطر التي يفترض ان تعمد للدفع بترشيحه قدما في الايام والاسابيع المقبلة.
ومن بين الاسماء التي يبدو ان لديها حظوظا رئاسية الوزيران السابقان زياد بارود وناجي البستاني اللذان يقاربان الملف بدقة وحكمة.
ورغم التشعبات والتعقيدات الحاصلة، يبدو رئيس المجلس النيابي نبيه بري مطمئنا الى انه ممسك تماما بمسار جلسة ٩ كانون الثاني. فهو اولا بمسارعته للدعوة لجلسة بعد وقف النار، كما دعوته السفراء اعضاء “اللجنة الخماسية” للمشاركة فيها، رمى اي مسؤولية عن كتفيه والقاها في ملعب اخصامه. وبحسب المصادر فان “الرئيس بري لا يخشى انفلات اللعبة من بين يديه خلال الجلسة، وهو يستعد للتعامل مع كل السيناريوهات والاحتمالات خلالها”.
بالمحصلة، لعبة عض الاصابع ستتواصل خلال الشهر المقبل، بانتظار تبلور المشهد الاقليمي العام، الذي تتصدره سوريا راهنا، كما بانتظار “كلمات سر” خارجية لم تصل بعد.