IMLebanon

بري ماض بإلتزاماته… أنجز نقطتين و”التالتة عالطريق” فرنجية : بعبدا “بدا رجّال”… ويطرح على بري أسماء… فهل يكون الحلّ المخرج؟ 

 

 

فيما تتوجه انظار اللبنانيين الى جلسة التاسع من كانون، والتي ستنتج رئيسا بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي حرص على تكرار هذا الموقف اكثر من مرة، وفي اكثر من مناسبة على مسمع الداخل كما الخارج، تطول وتتكاثر لائحة المرشحين الطامحين لدخول قصر بعبدا، كيف لا والمنطقة شهدت تطورات دراماتيكية، وصفها البعض بالزلزال السياسي الذي ضرب غزة فلبنان ومن بعده سوريا مع سقوط نظام الاسد، يعول عليها فريق من اللبنانيين للاستثمار السياسي على الساحة الداخلية.

 

فبدل ان تتقلص الاسماء وتنحصر بمرشح او 2 ، نراها كل يوم وعلى بعد 25 يوما من 9 كانون تتمدد، ولو ان غالبيتها تنطوي على اسماء رميت لتحرق في مهدها. فامام معادلة اما رئيس مواجهة تقودها اخيرا “القوات” على لسان رئيس حزبها سمير جعجع، واما رئيس توافقي يتمسك به الثنائي الشيعي، بعد الضربات التي مني بها جراء العدوان “الاسرائيلي” على لبنان، وفي مقدمها اغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، تبدو الامور غير وردية حتى الساعة.

 

ففي بورصة الاسماء التي يعلو سهم احدها، ليعود ويهبط بفعل اعتراض من هنا او “فيتو” من هناك ، وفي تشريح موضوعي لهذه الاسماء يبرز التالي: المرشح الوحيد المعروف الانتماء والرسمي الذي خاض الغمار الرئاسية بالجلسة الاخيرة، باعتبار ان طرفا بارزا تمسك بترشيحه سابقا، هو رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، مقابل مرشح تقاطعت عليه سابقا المعارضة مع التيار هو جهاد ازعور، اضافة الى مرشح ضمني لم يعلن ترشيحه بعد، لكنه المرشح الاقوى من الدول المؤثرة بعواصم القرار هو قائد الجيش جوزيف عون.

 

هذه الاسماء كانت حتى قبل تاريخ 27 ايلول ، يوم استشهاد السيد نصرالله هي الاساس في الحلبة الرئاسية، لكن عملية الاغتيال وما رافقها من هزات مني بها حزب لله ومحور المقاومة، وما تلاها من الزلزال السوري، قلب المعادلة وبدّل المشهد رئاسيا، فدخلت اسماء جديدة على الخط منها العميد جورج خوري، الوزير السابق زياد بارود ، النائب ابراهيم كنعان، اللواء الياس البيسري، النائب فريد هيكل الخازن، النائب نعمت افرام، الوزير السابق ناصيف حتى، ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع اخيرا.

 

بعد التطورات والاحداث المزلزلة، بقي اسم فرنجية يتردد مرشحا مدعوما من الثنائي، سواء على لسان بري او الشيخ نعيم قاسم ونواب حزب الله، لكن الرجل الزغرتاوي صاحب الباع الطويل في السياسة اللبنانية، ادرك منذ لحظة استشهاد السيد ان حظوظه الرئاسية انتهت، وهو صارح بحسب المعلومات اكثر من مسؤول، وفي مقدمهم الرئيس بري منذ فترة بذلك، لا سيما بعدما خرج اخيرا من على منبر عين التينة ليقول بان “بين الاسماء المطروحة افضل شخصية بتعبّي الكرسي هي قائد الجيش جوزيف عون”.

 

كلام فرنجية الذي قرأ فيه بحينها اكثر من مصدر رسالة سياسية “لطش” فيها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، رأتها بالمقابل اوساط اخرى رسالة ذكية من فرنجية الذي عرف كيف يحفظ خط الرجعة اذا اتت التسوية، واصر الخارج على جوزيف عون رئيسا، لكن المعلومات من اوساط بارزة مطلعة على جو التفاوض الذي حصل في الساعات الاخيرة، تكشف بان الموقف الحقيقي لفرنجية اساسه، وعلى خلاف كل ما قيل او نشر، يختصر بان ما يريده ابن زغرتا رئيسا لديه حيثية مسيحية، لا يكون “موظفا او كرسي ببعدا” انما “رجّال” على حد تعبير فرنجية.

 

اكثر من ذلك، تكشف الاوساط بان فرنجية طرح على بري، عندما بدأ التداول باسماء كالعميد جورج خوري او اللواء البيسري او ناصيف حتي ، مجموعة اسماء اخرى وصارح رئيس مجلس النواب بالقول بان “هذه الاسماء المطروحة لا حيثية مسيحية لها ، وموقع رئاسة الجمهورية هو الموقع الاول للموارنة”، وبالتالي اذا كان لا بد من السير باسماء جديدة باعتبار انه بات خارج السباق، وبحسب ما تنقل الاوساط ، ففرنجية قال للرئيس بري: “اذا جوزيف عون فليكن ذلك، واذا لم يكن فلم لا نسير باسماء كالنائب فريد هيكل الخازن نظرا لتاريخه وحيثيته المسيحية باعتباره حارس بكركي، ولا سيما انه قادر ان يحوز على موافقة كتل مسيحية اساسية”، واضاف: “اذا بتقللي فريد هيكل بقلك اوكي، واذا ابراهيم كنعان كمان اوكي ، او اسماء من هذه الخامة، حتى جعجع ورغم الخصومة بيننا لكن اعرف ان هناك “رجال” ببعبدا”،  ودائما بحسب ما تنقل الاوساط عن فرنجية.

 

من هذا الكلام، يفهم بشكل واضح بحسب مصدر موثوق بان فرنجية يطرح مواصفات رئاسية، وهو يفضل طالما هو بات خارج السباق، ان يكون فريد هيكل الخازن هو المرشح الذي يفضل وصوله الى بعبدا، لاسيما ان الخازن قد يشكل الحل المخرج للازمة الرئاسية، باعتبار ان اسمه لا يشكل استفزازا لاحد، فصحيح انه حورب سابقا في الانتخابات النيابية الاخيرة من قبل الثنائي الشيعي، الا ان الاكيد بحسب ما يجزم المصدر بانه لا يكسر الثنائي كاسم رئاسي وسطي، والاهم انه يحوز على رضى كتل مسيحية وازنة، ويتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف الدول الخليجية او الغربية.

 

الى جانب فريد هيكل الخازن الذي كان اسمه يطرح في الكواليس بعيدا عن الاضواء الى ان بات معلنا من قبل بعض الاطراف، والذي يشكل طرحا جديا ، يبرز اسم الوزير السابق زياد بارود، الذي يعتبر ايضا اسما غير استفزازي ووسطيا يلاقي قبولا مسيحيا، لكن عدم حماسة شيعية حتى اللحظة، كما اسم ابراهيم كنعان الذي لطالما عرف كيف ينسج افضل العلاقات مع الجميع، ويضاف الى هذه الاسماء كل من جورج خوري والبيسري اللذين قد يشكلان تقاطعا بين “التيار الوطني الحر” والرئيس بري، لكن الاكيد بحسب ما تجزم المصادر، فالثنائي الشيعي لن يرضى بان يخرج فرنجية منكسرا من السباق الرئاسي، فهو سيقف على “خاطره” لناحية المرشح الرئاسي المقبل، وهو سيمنحه لقب “صانع” الرئيس، مع الاشارة الى ان فرنجية لا يحبذ وصول خوري للرئاسة. اما اسما ناصيف حتي وسمير عساف فهما مدعومان من فرنسا فقط.

 

وفي ما يتعلق بالاسماء الاخرى المطروحة، فتقر مصادر موثوقة بصعوبة تمكنها من نيل عدد وازن من الاصوات، في ظل “فيتو” فريق اساسي، فنعمت افرام مثلا يلاقى بـ “فيتو” من “الوطني الحر” ، مقابل عدم حماسة “قواتية” طالما جعجع طامح رئاسيا. فيما اسم جهاد ازعور فهو لا يزال يتردد ببعض الاوساط، انطلاقا من ان المعارضة قد تكرر السيناريو السابق فيما لو لم يعلن الثنائي التخلي عن فرنجية.

 

يبقى الاسم الذي لا يزال يدفع بعض الخارج باتجاه تمريره من اليرزة الى بعبدا، هو قائد الجيش جوزيف عون، والذي لم يسقط من الرهانات الخارجية، وهو سيبقى ورقة تلعب باللحظات الاخيرة، اذا اتت كلمة السر قبل ساعات من جلسة التاسع من كانون، ولو ان قسما كبيرا من الفرقاء يجزم في كواليسه بان تمرير عون لم يعد ممكنا.

 

على  اي حال وبانتظار ما سيقوله فرنجية في 18 الحالي امام كوادر “المردة”، حيث سيحدد موقفه من مختلف التطورات ولاسيما الملف الرئاسي، وبانتظار جلسة 9 كانون، فمن هنا حتى ذاك التاريخ يخلق الله ما لا تعلموه، يقول مصدر بارز.

 

وحول امكان تأجيل الجلسة، ختم المصدر بالكشف عن معلومات تفيد بان الرئيس بري ملتزم مع الاميركيين ضمن اتفاق وقف اطلاق النار بانجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن مهلة الـ 60 يوما، ولا سيما ان هذا الاتفاق تضمن التزام بري المفاوض باسم حزب الله بثلاث نقاط: اولا وقف اطلاق النار ثانيا التمديد لقائد الجيش وثالثا اجراء الانتخابات الرئاسية. وعليه يختم المصدر بالقول: لقد انجز بري نقطتين و”التالتة عالطريق”!