Site icon IMLebanon

“كذبة” شباط : رئيس “مجهول” بجلسة انتخاب “غير معروفة النتيجة” 

 

في تسخيف لمصير اللبنانيين واستحقاقاتهم، تأتي موافقة رافضي الحوار سابقاً على “التشاور” المفترض في المجلس النيابي، بعد مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”. ففي الشكل يبدو الكل متفائلاً، أما عند البحث في المضمون فيتبيّن أن لكل فريق هدفه من بثّ الإيجابيات، فـ “التيار الوطني الحر” يريد العودة الى الملعب الرئاسي والتخلص من سليمان فرنجية وجوزاف عون، و “القوات” تريد تثبيت رفضها لمنطق الحوار قبل كل استحقاق وحجز مكان، خوفاً من مقايضة ما قد تجري بين الملف الحدودي والملف الرئاسي، وهكذا.

 

لم تكن مبادرة “الاعتدال الوطني” بدفع سعودي، ولكنها تحظى بالقبول والتشجيع، ولكن على الرغم من الحديث المتكرر عن أجواء إيجابية على المستوى الداخلي، فان الجميع في لبنان يدرك أن انتخاب الرئيس لا يمكن أن يتم إلا وفق مسار من مسارين: الأول هو حصول تسوية خارجية تحدد الاسم مسبقاً، أو تسوية داخلية تحقق الهدف منه، أما الذهاب إلى جلسة انتخاب غير معروفة النتائج مسبقاً فهو غير وارد على الإطلاق، وهو ما تثبته التجارب التاريخية، على الأقل منذ اتفاق الطائف حتى اليوم.

 

بعد فراغ العامين في العام 2014، لم يتم انتخاب الرئيس ميشال عون الا بعد تسوية داخلية بلحظة دولية مؤاتية، وبالتالي كانت الجلسة الانتخابية واضحة النتائج، ومعروف من سيصوت لمن، ومن سيكون الرئيس المقبل، وهكذا ستكون الأمور في التسوية التي لم تحصل بعد، والتي ستنهي حالة الفراغ الرئاسي القائمة منذ عام ونصف العام.

 

بناء على ذلك، لا يمكن التعويل على مجرد الحديث عن أجواء إيجابية، أو على مجرد الاقتناع، في حال صحته بالذهاب إلى جلسة إنتخاب بدورات متتالية، وهو ما يفترض بنهاية المراحل الثلاث لمبادرة تكتل “الاعتدال”، فأي فريق من الممكن أن يلجأ إلى ورقة النصاب في أي لحظة، على أساس أن ذلك حقه الدستوري وفي لحظات مصيرية، كتلك التي تمر بها البلاد والمنطقة اليوم، لا يمكن توقع أن يذهب أي فريق إلى مغامرة عير محسوبة النتائج، علماً

 

أن مصادر سياسية مطلعة تؤكد أن الوصول الى جلسات الانتخاب لن يكون سهلاً بالأصل، الا بحال كان هناك توجه لإنهاء الفراغ.

 

هذا الواقع، يعيد الأمور إلى المربع الأول، أي أن التسوية الرئاسية، في ظل العجز الداخلي الواضح، لا يمكن أن تتم من دون ظهور مبادرة خارجية واضحة المعالم، تأخذ بعين الاعتبار مصالح مختلف الأفرقاء المعنيين، لذلك فإن الأقرب للواقع هو الأميركي الذي لا يزال يمتلك مفتاح الحل، الى جانب السعوديين والايرانيين، والأميركي قد وصل الى قناعة بأن ملفات لبنان تُبت بالتزامن مع ملفات غزة، دون أن يعني ذلك اقتران المضمون بشكل كامل، ولكن أقله بالنسبة الى التوقيت.

 

 

نعم قد يصل لبنان الى رئيس للجمهورية في مرحلة قريبة تسبق الاتفاق على وقف الحرب في غزة، أو بالتزامن معه تقول المصادر، مشيرة الى أن ذلك لا يعني أن حظوظ عدم الانتخاب تقل عن حظوظ الاحتمال الأول، فاليوم بوجود صورة ضبابية في غزة، ستبقى الصورة الضبابية في لبنان، اما في حال اقتربنا من الحل في غزة، فسيجري الدفع باتجاه أن يكون هناك رئيس في لبنان ليواكب محادثات الجبهة الجنوبية، وهنا الرئيس بكل تأكيد سيكون يحظى بثقة المقاومة.