IMLebanon

«التسوية الرئاسية..» تنتظر قرار بكركي؟!

بديهي ان يصل عديدون الى قناعة ان أزمة عمرها سنة ونصف السنة، كأزمة الشغور في رئاسة الجمهورية، لن تنتهي بين «ليلة وضحاها»، او خلال أيام وأسابيع لمجرد ان باب الحديث عن «التسوية الرئاسية» فتح على مداه.. فالمسألة، على ما يقول هؤلاء تحتاج الى ما هو أعمق وأبعد من كسر الحواجز و«الاصطفافات» السياسية، التي تشهد هذه الأيام «تخلخلاً» واضحاً، و«تصدعا» ليس هيناً، من غير ان يعني هذا بالضرورة «التسليم العفوي» بالخيار المطروح والبصم بالعشرة على ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، لمجرد ان حظي الرجل بمباركة لا يمكن العبور من فوقها من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، على أهمية ما يمثله الرجلان على المستويات كافة، الوطنية والاقليمية والدولية..

المسألة في حسابات «الرافضين» و«المتحفظين» و«المترددين» تحتاج الى «تسوية» أبعد من جلوس هذا الفريق الى جانب الآخر، وهي تنتظر جملة معطيات لم تتحقق كاملة بعد.. وعلى ما قال النائب جنبلاط، «فلبنان في النهاية مقسم سياسياً بين مناصرين للنظام السوري وايران الى حد ما، وبين من يطلق عليهم اسم «السياديين» هؤلاء السياديون لا يعتمدون على أنفسهم، فوراءهم دول مثل أميركا والسعودية.. وغيرهما..»؟!

الواضح، ان الحديث عن «التسوية الرئاسية» يتنقل بين الافرقاء السياسيين في لبنان، ليس على ضفتي الثامن والرابع عشر من آذار، بل في داخل كل فريق، كما يتنقل بين الداخل والخارج الذي له تأثير واضح في الواقع اللبناني.. خصوصاً المملكة العربية السعودية، وايران وفرنسا والولايات المتحدة.. وهي الدول التي سجلت في الأيام الماضية حركة لافتة على خط انجاز «التسوية المطلوبة»، وان بحيوية متباينة وبشروط مضمرة تركت للافرقاء اللبنانيين لكي يحققوها او يتبادلوا «الخدمات» و«الصفقات» او «الأثمان»؟!

واللافت أكثر، ان البعض يرى ان الجو الدولي، وتحديداً السعودي، بات مهيئاً أكثر من أي وقت مضى لانجاز هذه «التسوية» التي باتت «ضرورة الضرورات» من أجل انجاز الاستحقاق الرئاسي «في أقرب وقت ممكن».. لاسيما وان الرئيس سعد الحريري، الذي تلقف المبادرات التي أطلقت أخذ في صدره مسألة تبني ترشيح فرنجية «جدياً»، وان كان لا يرى ضرورة للقفز فوق بعض الاعتبارات ليكون الترشيح «رسمياً».. وقد تفهم فرنجية ذلك بعدما تأكد له ان المشكلة ليست حصرية في 14 آذار، وليست حصرية في 8 آذار، بل هي في داخل الفريقين، وقد أوصلته الى قناعة عبر عنها بايجاز بليغ قائلاً: «المشكلة في اقناع الحلفاء وطمأنه الخصوم..»؟!.

يراهن البعض على ان الأيام القليلة المقبلة ستكون حافلة بالاتصالات واللقاءات والمشاورات، من غير أية ضمانات بأنها ستؤدي حتماً الى اطلاق الشارة الخضراء، ورفع العارضة من طريق ترشيح فرنجية «رسمياً» والتصويت بغالبية مضمونة ومن الدورة الاولى.. خصوصاً وان أحداً لم يوضح كفاية معنى «التسوية» المحكي عنها، ومضمونها، وشروطها وما اذا كانت قابلة للحياة والى أي مدى، أم مجرد شراء وقت اضافي، وبين من ومن يجب ان تكون هذه «التسوية» خصوصاً وان أحد أبرز أفرقاء 14 آذار، الرئيس سعد الحريري، يقف وراءها والنائب وليد جنبلاط يعلنها صراحة أنه «لا يستطيع ان يفعل شيئاً مع الجنرال عون..» و«القوات اللبنانية» ترفض بالمطلق «أية تسوية تتعلق بأشخاص..» وقد سوقت لفكرة «سقوط معادلة الاقطاب الأربعة الأقوياء..» ولم تعد تقيم وزناً لحصرية هذه المعادلة التي تمت برعاية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وهي «لم تعد سارية منذ اعلان سمير جعجع، في حزيران الماضي، استعداده لسحب ترشيحه والبحث في انتخاب رئيس من خارج الاربعة الاقوياء..». هذا مع ملاحظة ان قيادات في «القوات» أخذوا على الرئيس الحريري أنه «قفز من فوق حلفائه ولم يعرهم اهتماماً في اختيار فرنجية من دون علمهم..»؟!

في قناعة وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي يتحدث عن «وجود تقدم جدي في البحث حول امكانية الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية..» ان «الأمور لاتزال تحتاج الى مزيد من التشاور.. حيث ان هناك قوى أساسية في 14 آذار لم تقل رأيها بوضوح كامل بعد.. («القوات») وقوى أساسية في 8 آذار («حزب الله» و«التيار الحر») لم تقل رأيها النهائي وبوضوح كامل أيضاً..» والجميع يرقبون ما سيكون عليه موقف «حزب الله» وكيف سيجد مخرجاً لاعلان خياره وهو محرج بين حليفين، هو بأمسّ الحاجة اليهما معاً وأي خيار يخرج عن توافق 8 آذار، سيكون بالغ الضرر..

لا تخفي قيادات في «حزب الله» ذلك.. لكن هؤلاء يعولون على دور للصرح البطريركي مع عودة البطريرك بشارة الراعي من زيارته الى المانيا.. على خلفية ان بكركي الآن، «هي المؤهلة وحدها لتوفير لقاء جامع بين «الاقطاب الاربعة»، خصوصاً أكثر، ان ليس لديها، حتى الآن، مرشح معين، وهي، على ما قال المطران سمير مظلوم، ترفض ان تضع «فيتو» على أي من الاربعة الذي يتحلون بصفات تجعلهم مؤهلين للترشح..؟!.