Site icon IMLebanon

إشارات رئاسيّة وتبادل رسائل حامية لتسريع الإستحقاق نتائج الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ تحدّد الرئيس المقبل 

 

إشارات لم تمر مرور الكرام حصلت مؤخرا، ولا يمكن فصلها عن السياق المرتبط بالاستحقاق الرئاسي، كان آخرها لقاء النائب محمد رعد وقائد الجيش جوزاف عون في منزل ضابط سابق، والعشاء الذي سبقه قبل أسبوع في دارة قائد الجيش مع المبعوث الأميركي اموس هوكستين، والهبة المالية القطرية للجيش اللبناني، والمسائل الثلاث لهما صلة برئاسة الجمهورية وترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون.

 

لقاء رعد – عون الأخير يشكل محطة أطلقت العنان لتحليلات وتفسيرات كثيرة ومتناقضة، فثمة مَن وجد تحولا مهما من جهة حزب الله يصب في خانة دعم قائد الجيش، او على الأقل تأكيد ان لا “فيتو” على هذا الترشيح، في حين اعتبر آخرون ان اللقاء جرى تحميله أكثر من حجمه، وان الأمر متروك لنتائج حوار حوار حزب الله والتيار الوطني الحر، اذ يسود الإعتقاد ان حزب الله لن يسير بمرشح يستفز حليفه التيار.

 

اما العشاء مع هوكشتاين فحمل دعما معنويا، تقول مصادر سياسية، معطوفا على رسالة قاسية لمعارضي ترشيح قائد الجيش بتعزيز ورقته الرئاسية. وبشأن المساهمة القطرية، فعنوانها بأي المصادر، تجديد الثقة القطرية بقيادة اليرزة من خلال المساعدة المالية للجيش، وتتماهى مع الدور الذي ينتظر ان تلعبه قطر في الأيام المقبلة.

 

الإشارات جميعها ترسخ الإعتقاد بان الاهتمام الخارجي بقيادة اليرزة ليس عفويا او عابرا، في ضوء التعقيدات التي تواجه الاستحقاق الرئاسي والانقسام اللبناني الحاد في الخيارات، ومع احتمال إعلان سقوط وتوقف المهمة الفرنسية بعد زيارة الموفد لودريان يوم الثلاثاء.

 

ومع ان ترشيح قائد الجيش يواجه عقبات داخلية، أبرزها عقبة جبران باسيل التي تعتبر الأصعب راهنا، ومع ان حزب الله ليس في وارد التراجع عن دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ومعلوم ان الجزء الأساسي من مفاوضات حزب الله – باسيل تتعلق بانتخاب فرنجية ودعم معركته، إلا ان مؤشرات عديدة رصدت مؤخرا تدفع للاعتقاد بتقدم واضح على خط ترشيح العماد جوزاف عون. الواضح ان هناك دفعا قطريا قويا في إتجاه تثبيت ترشيح عون ووضعه على طاولة التفاوض، ويستند الدور القطري على استحالة تأمين نصاب نيابي لانتخاب فرنجية، في ظل مقاطعة الكتل المسيحية الكبرى، والى معلومات تؤكد صعوبة وصول حوار حزب الله والتيار الوطني الحر الى تفاهم رئاسي، بعد ان كرت سبحة المطالب من جهة التيار يعجز حزب الله عن تأمينها، وتتعلق بالإدارة المالية للدولة مع توسع دائرة ما يريده باسيل، مما يخفض منسوب التوقعات بان يصل الحوار الى تفاهم رئاسي.

 

مع ذلك، يؤكد العارفون بقاء حزب الله على موقفه الأول من ترشيح فرنجية، وباعتقاد كثيرين ان لقاء رعد وقائد الجيش على الرغم من أهميته، وكونه ليس تفصيلا عاديا، إلا انه يمكن ان يأتي في إطار ممارسة الضغوط ايضا على رئيس الوطني الحر لدفعه الى القبول بترشيح فرنجية.

 

ووفق مصادر سياسية فان حزب الله لن يقوم بأي خطوة رئاسية قريبة، بإنتظار انتهاء المفاوضات مع التيار ، وما يحمله معهم الموفدون الدوليون الذي يصلون الى لبنان هذا الأسبوع، خصوصا الزائر القطري، ليبني بعدها على الموضوع الرئاسي قرارا حاسما.