بلغت البورصة الرئاسية حد التساؤل عمن يمكن ان يصل الى قصر بعبدا، طالما ان العقد لا تزال تمارس امام رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لاسيما ان جهات بارزة قد غيرت رهانها على احد المرشحين باتجاه شخصية ثالثة هي رئيس تيار المردة الذي لا بد وان يستقطب قدرات قوى 8 اذار بمن فيهم حزب الله!
الذين من هذا الرأي على استعداد لان يقولوا ان باب قصر بعبدا مفتوح امام فرنجية، بعدما اثبتت التجارب ان عون وجعجع غير قادرين على «كسر بعضهما» ما يعني بالضرورة وجود فرس رهان ثالث هو سليمان فرنجية، الذي يقال عنه انه قادر على تصحيح علاقته المتوترة مع جعجع، فيما لن يرفضه الجنرال عون على اساس العلاقة الوطيدة بينهما، على رغم ما يقال عن ان رأي السعودية بالزعيم الشمالي غير مرحب، حيث لا علاقة تربط السعودية بفرنجية والعكس صحيح؟
ولجهة البورصة الاخرى فانها تركز على اسم حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الذي يتمتع بثقل سياسي واقتصادي من الصعب على اي كان حيازته من بين مختلف الاسماء المرشحة للرئاسة الاولى، على رغم ما يقال عن ان سلامة لم يظهر ولا مرة استعدادا لتولي المنصب، مثلما فعل ويفعل غيره، اضافة الى ان حاكم المصرف المركزي لا تعنيه بعض الخلفيات السياسية التي لا بد وان يستقطبها في حال قبل بالرئاسة ومن ضمن ما يشار اليه ان حزب الله لن يعارض وصول سلامة الى الرئاسة قياسا على نظافة الكف التي يتمتع بها اضافة الى انه بعيد تماما عن المغاور السياسية التقليدية!
من هنا بالذات يصح القول ان بديل العماد عون هو النائب فرنجية فيما ان بديل جعجع هو رياض سلامة، من ضمن مجموعة تفاهمات سياسية وديبلوماسية اوروبية – ايرانية، الا في حال جاء رفض من جانب الاميركيين الذين اظهروا في الفترة الاخيرة ما يفهم منه انهم لن يمدوا يدهم الى طهران الا بعد الانتهاد من بحث الملف الايراني وقبول واشنطن بما تفرضه على الايرانيين!
هل الى هذا الحد ستنقلب الاية الايرانية ومعها الاية الاميركية الا من خلال القبول بتجميد النشاط النووي بحسب ما يقال في الكواليس الديبلوماسية التي لا بد من ان تصل الى تصور واحد بالنسبة الى ما هو مطلوب من ايران، وكل ما يقال عكس ذلك لن يكون له مجال في معرض توطيد العلاقة بين واشنطن والعرب عموما وبين اميركا وايران خصوصا حيث يستحيل التعاون الخليجي قبل ان يصلوا الى حل نووي مع الايرانيين!
قد يكون من سابق اوانه القول ان حزب الله سيتخلى عن المرشح العماد ميشال عون، الا في حال لمس الحزب ان الجنرال سيتخلى عن ترشحه الى حليفه الشمالي، والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى انسحاب الحكيم لحاكم المصرف المركزي وعندها ستكون معركة «كسر عظم» من الصعب التكهن بنتائجها، مع العلم ان المرشحين يتمتعان بثقل سياسي ديبلوماسي حيث تصبح المفارقة بينهما على عدد قليل من الاصوات لا يكفي خلالها ان تكون مفاضلة بين سياسي وبين رجل مال واعمال، وهذا الشيء سيكون محل مواجهة رأس لرأس كما يقول المراهنون في هذا المجال!
ومن الان الى حين معرفة نتائج الحوار بين التيار الوطني وحزب القوات اللبنانية من الصعب معرفة اتجاه الريح، من ضمن مجموعة معطيات داخلية واقليمية ودولية قادرة على حسم النتيجة لما فيه مصلحة فرنجية او سلامة اللذين يتحركان بحذر واضح بالنسبة الى ما يريانه ازاء السباق الرئاسي، لاسيما ان الاول سبق له ان اعلن عن استعداده لخوض معركة الرئاسة الاولى، فيما اوضح سلامة انه غير مستعد لان يترشح مهما اختلفت الظروف!
ومن الان الى حين تحديد ماهية المعركة الرئاسية، يبقى من الضروري التحسب للمفاجآت من نوع بقاء عون وجعجع في اطار المنافسة، حيث لكل منهما غاية سياسية ومجموعة اصوات سياسية مؤيدة من بين قوى 8 و 14 اذار، وعندها لن يكون كلام اخر قبل اعتراف الاثنين بان الرئاسة بعيدة منهما على اساس الثقل الذي يتمتعان به، قياسا على ما هو معروف، اضافة الى ان المقربين من الجنرال على استعداد للقول انه لن يتخلى عن الرئاسة مع ما يعنيه ذلك من بقاء جعجع فارس معركة، الا في حال حصلت عجيبة من شأنها قبول احدهما برئاسة الاخر، حتى وان كان المقصود لا يلبي المصلحة العامة؟!