IMLebanon

حديث رئاسي

في جلسة مع أحد قياديي التيار العوني جرى حديث بيني وبينه حول شغور موقع رئاسة الجمهورية، وقلت له: أنت كمسيحي كيف تقبل بأن يكون موقع رئاسة الجمهورية شاغراً؟

أجاب بشكل فوري: الحق عليكم أنتم لا تريدوننا أن نأتي بالرئيس القوي الذي يملك أكبر كتلة نيابية مسيحية وهو الممثل الحقيقي للمسيحيين.

أجبته بهدوء: ليس بالضرورة أن يأتي الى الحكم من هو الأقوى أو الأكثر تمثيلاً، بل المهم ألاّ يبقى هذا الموقع شاغراً خصوصاً أنّ الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي هو في لبنان… ثم انّ الرئيس سعد الحريري هو الأكثر تمثيلاً ويكاد تمثيله يكون أكبر وأقوى من العماد ميشال عون… وبالرغم من ذلك شاءت الظروف ألاّ يكون في رئاسة الحكومة وبدلاً من أن يبقي على موقع رئاسة الحكومة شاغراً ضحّى بحقه واختار الرئيس تمام سلام الذي لا يترأس كتلة نيابية وليس هو الأقوى كما يرغب جماعة عون، ثم لماذا لا تقتدون بأركان الحلف الثلاثي الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل والعميد ريمون إده عندما أزاحوا أنفسهم من الطريق وأفسحوا في المجال لوصول سليمان فرنجية الى الرئاسة من غير أن يكون الأقوى؟

قال محدّثي لماذا مددوا للمجلس النيابي؟ ولماذا لم تُـجرَ الانتخابات في مواعيدها؟

فقلت له: التمديد لمجلس النواب وبالرغم من أنني لا أحبذه ولكن حلفاءك من «حزب الله» والآخرين هم الذين وفروا الأكثرية النيابية لتمرير التمديد.

وأضفت: إذا كنتم لا ترغبون في التمديد للمجلس النيابي ومعكم الحق في ذلك فلماذا لا تستقيلون من المجلس؟

ثم انتقلنا بالكلام الى موضوع قانون الانتخاب فقال محدّثي: لماذا لا يذهب المجلس للاتفاق على قانون للانتخاب؟ قلت له: معك كل الحق، فنحن بحاجة الى قانون جديد للانتخابات ولكن هل تظن أننا نستطيع أن نجري انتخابات؟

قال: طبعاً… وقد اجريناها.

قلت له ظروف سوريا وتورّط «حزب الله» في الحرب الأهلية السورية تؤثر على الأوضاع الأمنية في لبنان ونحن بحاجة الى أوضاع أمنية طبيعية ومن بعدها يمكن أن تجرى الانتخابات… ولكنني أكرر: كيف يمكن إجراء الانتخابات في ظل السلاح في يد «حزب الله»؟!.

فأجابني: لقد أجرينا من قبل انتخابات…

أجبته: يا صديقي لقد مضى على خروج إسرائيل من لبنان 15 سنة والأهم أنه بعد حرب العام 2006 التي دمّرت إسرائيل خلالها لبنان وخسرنا 5000 قتيل وجريح و15 مليار دولار بتدمير البنية التحتية اللبنانية… بعد كل هذا وبعد تورّط «حزب الله» في الحرب الأهلية السورية لا يمكن أن تُـجرى أي انتخابات بوجود السلاح في يد أي فريق وتحت أي ذريعة خصوصاً بعد الذي فعله «حزب الله» في 7 أيار 2008.

ومضيت أقول: نقطة ثانية مهمة جداً: هل يستطيع أي مواطن أن يترشح للانتخابات في مناطق «حزب الله»؟ وأريد أن أعطيك مثالاً على ذلك: هل يستطيع الاستاذ أحمد الأسعد نجل رئيس المجلس النيابي الأسبق كامل بك الأسعد أن يترشح للانتخابات في ظروف طبيعية؟ وهل تذكر ماذا فعلوا مع جماعته؟!.

وهل يستطيع الوزير المميز محمد عبدالحميد بيضون أن يترشح؟

وهل يستطيع الوزير والنائب السابق الزميل باسم السبع أن يترشح؟ وهل تذكر كيف تم الإعتداء على أهله وعلى جماعته؟

وأخيراً: هل تذكر ماذا فعلوا بالعلاّمة علي الأمين مفتي صور وكيف هجروه من منزله بعدما فرضوا عليه التخلي عن مركز الإفتاء؟!.

وختمت: … وتريد إجراء انتخابات في ظل وجود السلاح؟!.