كان من المُفترض أن يُطل رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عبر الشاشة البرتقالية مساء الثلاثاء الماضي، في مداخلة عبر أحد البرامج، لكن مقدِّم البرنامج اعتذر من المشاهدين ومن ضيفيه أنَّه ولأسباب شخصية يعتذر العماد عون عن عدم الإطلالة.
هل هو الصمت البنَّاء الذي يمارسه العماد عون منذ لحظة قيام زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه والتداول معه بالمرحلة المحفوفة بالمخاطر، وثبات سليمان فرنجيه على ترشحه.
حتى اليوم تبدو خيوط اللوحة الإنتخابية على الشكل التالي:
العماد ميشال عون هو المرشح غير المعلن، حتى الساعة، لدى الرئيس سعد الحريري.
النائب سليمان فرنجيه هو المرشح الذي جرت فرملة ترشيحه من قِبَل الرئيس سعد الحريري، من أجل فتح مسار الرابية – بعبدا.
العماد ميشال عون يتهيَّب المرحلة، فبحسب نظره، الفرصة الراهنة هي الفرصة الأكثر ملاءمةً لوصوله إلى قصر بعبدا. فهو يُدرِك هذه الحقيقة ويبني عليها تحركه الهادئ، لأنَّ المسار ما زال في أوله إنطلاقاً من المعطيات التالية:
النائب سليمان فرنجيه ما زال ماضياً في ترشيحه، وهو سبق أن أعلن أنّه لن ينسحب.
الرئيس نبيه بري مصرٌّ على موقفه أنَّ لا رئاسة إذا لم يتم الإتفاق على ما بعد الرئاسة.
حزب الله الذي رشَّح العماد ميشال عون، يؤكد أنه لن يتخلى عن الرئيس نبيه بري، حليفه الأساسي.
***
كل هذه المعطيات هي بمثابة حقول ألغام يُفتَرض بالرئيس الحريري ان يقوم بتفكيكها.
يُدرِك العماد ميشال عون كل هذه المعطيات، لذا فإنه ما بعد عودة الرئيس سعد الحريري ليس كما قبلها، بات أكثر هدوءاً وأكثر ترقباً، لم يعد النزول إلى الشارع مزحة، لأنَّ الشارع مقابله شارع وأنَّ ورقة الشارع ليست مربحة بل يُعرَف أين تبدأ لكن لا يُعرَف أين تنتهي، لذا فإنها محفوفة بالمخاطر.
أكثر من ذلك فإنَّ مهندس الملف الرئاسي في التيار الوزير جبران باسيل، يُدرِك أكثر من غيره هذا الملف، لذا هو الذي تولى الكلام بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الثلاثاء الفائت. والوزير باسيل أنجز الكثير من بنود الملف مع مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، في باريس.
***
أما وقد انكشفت جميع الأوراق، فإنَّ تشرين لناظره قريب ليُعرف مَن بالنهاية المعطِّل؟