IMLebanon

الفراغ الرئاسي: دوران في حلقة مفرغة

يدور الفراغ الرئاسي في حلقة مفرغة لن يخرج منها في الجلسة الخامسة والأربعين المقررة بعد ستة ايام رغم الضخ المتكرر لتفاؤل مخالف، ورغم تهديد التيار الذي يتزعمه النائب ميشال عون بأن هذا الموعد «محطة مفصلية» سيليها التصعيد في الشارع، علماً أن حليفه الرئيسي «حزب الله» مع التهدئة ويخالفه في تصعيد قد يطال مصير الحكومة التي يرى في الحفاظ عليها مصلحة له.

فقد واظب «التيار العوني» حتى الآن على تسريبات عن لقاءات مع ممثلين لتيار «المستقبل» تتضمن وعوداً بالمشاركة في انتخاب عون، وذلك رغم النفي المتكرر من الجانب المعني، وآخره في بيان الكتلة النيابية التي «تعرض فعلياً موقف الرئيس سعد الحريري» وفق سياسي سيادي مخضرم. فقد أكد بيان الكتلة الأخير الاستمرار في تبني ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية نافياً «الوعود المزعومة واللقاءات المتخيلة»، واعتبر أن تحميله والسعودية مسؤولية التعطيل «مردود وسخيف».

يضاف الى ذلك ما تسرّب عن مطالبة الوفد المستقبلي، في آخر جلسة حوار ثنائي، «حزب الله» بتأمين الأصوات اللازمة لانتخاب عون اذا كان جدياً في ايصاله الى الرئاسة، خصوصاً وان أصوات حلفائه من الرئيس نبيه بري الى «تيار المردة» الى القوميين والبعثيين كافية لتأمين فوزه بـ65 صوتاً، طالما ان تيار «المستقبل» تعهد دوماً بعدم مقاطعة أية جلسة، بما يعني تأمين النصاب لانتخاب عون لكن «لن يقبل مطلقاً بأن يفرض عليه التصويت لمصلحته» تكريساً لأعراف تناقض الدستور» وفق المصدر نفسه. «صحيح أن الأولوية هي للرئاسة إنما وفق القواعد الديموقراطية المنصوص عنها في الدستور لا وفق أعراف يريدون أن تحل محله» يضيف المصدر.

ويذكر المصدر بأن إلقاء تبعة التعطيل على تيار «المستقبل» لا تقتصر على العونيين انما يشاركهم في ذلك «حزب الله» الذي يقف من وراء الستار خلف فرض الشغور الرئاسي المتواصل منذ أكثر من عامين، خصوصاً مع اعلان رجله الثاني مؤخراً الشيخ نعيم قاسم بوضوح «إما عون وإما الفراغ».

فعون يجاريه في خياراته الاستراتيجية ولن يقف عائقاً في وجه سلاحه غير الشرعي أو تورطه في الحرب في سوريا، وهذا من أبرز أسباب رفض انتخابه وليس السبب تمثيله لأكثرية مسيحية موصوفة. فبنود ورقة «إعلان النوايا» التي توافق عليها مع «القوات اللبنانية»، وجميعها سيادية، بقيت حبراً على ورق. أما «حزب الله» فلا مانع لديه من «وهب الكراسي مقابل التفرد بالنفوذ».

يشدّد العونيون على أن فشل الجلسة المقبلة يعني «ان ما بعدها لن يكون كما قبلها» رغم أن موقف «حزب الله» الواضح هو مع التهدئة ومع الحفاظ على الحكومة التي لن يتورع التيار العوني في خطواته التصعيدية «عن الاطاحة بها».

لكن تجييش عون المتدحرج لشارعه تحت شعار «سائرون دون تراجع (…) والعودة الى الخلف ليست واردة» وصولاً الى محطة 13 تشرين الأول سيضعه في مأزق، ولن يؤمن دخوله الى قصر بعبدا. ويتساءل المصدر حتى ولو حمله أتباعه الى داخل القصر مع ما يستوجب في مواجهة مع الحرس الجمهوري، فهل سيجعله ذلك رئيساً للبلاد؟ ويذكر بتمركزه العبثي السابق في قصر بعبدا الذي أودى به الى البقاء في المنفى أعواماً طويلة، رغم الفارق المتمثل في غياب التدخل العسكري السوري ضده هذه المرة.

كل الشعارات التي يرفعها التيار البرتقالي من «الميثاقية» الى «حقوق المسيحيين» هدفها الفعلي وصول عون الى القصر الرئاسي، وهو تفسير لا يقتصر على رافضي انتخابه من غير المسيحيين. وفي مثال على ذلك يذكر المصدر بموقف التيار العوني من شرعية البرلمان الحالي الممدد له فهو بنظره غير شرعي لكنه يصبح شرعياً اذا انتخب عون رئيساً.

وفي مفارقة مضحكة يلفت المصدر الى حجم الحملات العونية ومن قبل «حزب الله» التي «تروج للوهن الذي أصاب الرئيس سعد الحريري مالياً وسياسياً وحتى داخل تياره»، ويقول «في هذه الحال لماذا تنصب الجهود على ملاحقة تحركاته ولقاءاته من عاصمة الى أخرى بهدف استدراجه للقبول بعون؟».