تبقى الفاتيكان الدولة الابرز المعنية والمهتمة والساعية والجادة، لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وهذا ما يتبدى عبر دورها واتصالاتها ومشاوراتها مع المعنيين بهذا الاستحقاق، ولا سيما مع عواصم القرار بحيث لم تنقطع المساعي الفاتيكانية لهذا الغرض، وحيث تسأل دوائر الفاتيكان هؤلاء: الاستحقاق الرئاسي الى اين؟ وبالتالي متى سينتخب الرئيس المسيحي الاوحد في العالم العربي، ولما له من دلالات وخصوصا في هذه المرحلة حيث الاضطهاد يطارد المسيحيين من مصر الى العراق وسوريا، وبالتالي ان الرئيس المسيحي في لبنان والوحيد له شأنه واهميته ليس على المستوى اللبناني بل على صعيد المشرق.
وتلفت اوساط ساسية متابعة الى ان زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى باريس تحمل سلسلة عناوين اساسية اولها ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وحض المسؤولين الفرنسيين وفي طليعتهم الرئيس هولاند على دعمهم وتحريكهم للملف الرئاسي، وبالتالي عودة مساعي الموفد جان فرنسوا جيرو الى المنطقة لا سيما وانه على بينّة من كل ما يحيط بهذا الموضوع، تالياً ان البطريرك الراعي يواكب ويتابع مسألة ما يعانيه المسيحيون في المنطقة من تهجير وتدمير لتراثهم ومنازلهم وأرزاقهم وحضارتهم، وذلك يعتبر صفعة على جبين المجتمع الدولي وضرورة الاهتمام بهذا الموضوع خصوصا وان الوجود المشرقي يعاني الويلات والمآسي، ما يستدعي وقفة صارمة وحازمة من الدول الكبرى وخصوصا فرنسا التي لها تاريخ وروابط وثيقة بمسيحيي هذا الشرق.
واشارت الاوساط الى ان لقاء الاليزيه ايضا سيتناول موضوع النازحين السوريين وما يرتب على لبنان من تكاليف باهضة الثمن، ولبنان لا يمكنه ان يتحمل هذا الملف لوحده في ظل ما يعانيه على كافة المستويات السياسية والامنية والاقتصادية، وأكدت ان الملف الرئاسي يتحرك من الفاتيكان الى باريس من خلال البطريك مار بشارة بطرس الراعي، ولكن السؤال الكبير: هل انتفت العقبات والتعقيدات أم ماذا؟ تالياً هناك من يقول ان انتخاب رئيس في لبنان يحتاج الى توافق اقليمي، وهذا لم يتوفر حتى الآن في ظل الحروب المشتعلة في المنطقة، وبالتالي التسوية ما زالت بعيدة المنال وربما تأتي اللحظة الاقليمية المؤاتية، لكن من يقرأ مسار التطورات والاحداث لا يرى حتى الآن بوادر من شأنها ان تدفع النواب النزول الى مجلس النواب وانتخاب الرئيس العتيد.
وفي هذا الصدد، ينقل الوزير السابق، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن عن كبار المسؤولين في الفاتيكان مدى اهتمام وحرص وضغوطات قداسة البابا فرنسيس على زعماء العالم من اجل انتخاب الرئيس، اضافة الى اشارة الخازن الى ما تقوم به بكركي في هذا الصدد حيث يشير رئيس المجلس الماروني العام الى تناغم بين عاصمة الكثلكة في العالم وبكركي حول هذا الموضوع الذي يعتبر اولوية ونقطة مركزية في الوجود المسيحي ودوره ومردوده على التعايش المسيحي – الاسلامي. ويشير الخازن الى ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحمل معه ملف الاستحقاق الرئاسي الى باريس حيث سيكون الطبق الرئيسي في لقائه والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وفي السياق عينه عُلم ان الخازن يقوم باتصالات مع كبار المسؤولين الفرنسيين للغرض عينه، ما يشير الى ان هنالك اتصالات على اعلى المستويات تدور رحاها في عواصم اوروبية وفي طليعتها باريس عنوانها ومؤداها طي صفحة الفراغ الرئاسي على الرغم من كل ما يحيط به من صعوبات وانقسامات وخلافات.