الحمد لله، الجميع بدهم جمهورية.
وبدهم أيضاً رئيس للجمهورية.
طبعاً، ما كانت النبرة عالية سابقاً.
ولاحقاً أصبحت مرتفعة.
وبلد من دون رئيس.
ولا جمهورية يرئسها شخص.
وفي رائعة الشخص، صورة الحاكم، وهالة الحُكم.
والسياسيون والسفراء يطالبون بانتخاب رئيس فوراً.
وفي المقدمة الكاردينال الراعي.
ولا أحد يقول للناس: أي رئيس يريدون
ورئيس الجمهورية ليس للثامن من آذار.
ولا للرابع عشر منه.
ولا للمستقلين.
هو لكل لبنان.
النواب، القادة، السفراء ومعهم دولهم الكبرى أو الصغرى.
وكاردينال لبنان جميعاً، يستعجلون انتخاب رئيس الجمهورية.
والرئيس نبيه بري، يقول ان للرئيس رأياً في أي قانون انتخابي جديد.
لكن، لا انتخاب رئاسياً في المدى المنظور.
اذاً، ثمة مشكلة، لا بد من تذليلها ليصار الى انتخاب رئيس جديد.
يريدونه توافقي.
وجماعة ٨ آذار يطلبونه، ذا حيثية تمثيلية.
وأفرقاء ١٤ آذار يسعون الى توافقي بأصوات حرزانة، وصفات مقبولة أو أن يكون ذو شخصية قوية.
وبين الأوصاف لا بد من وصف مقبول من الجميع.
أي ان يتحلّى بالحكمة والرواق.
ومن مجمل الأوصاف والألقاب، لا بد من احترام الدستور.
لا تعديل الدستور القائم.
وهذا يتطلب، انتخاب رجل مؤهل للقيادة.
وقادر على الرفض.
وجاهز للقطع والتقاطع مع الأفكار المحصّنة من المحاباة.
والأكثرية الساحقة من اللبنانيين، لا تريد رئيساً كيفما يكون، ولا جامعاً لأصوات ٨ و١٤ آذار، بل مجسّداً لرؤية وطنية شاملة، لا لهذا الفريق أو ذاك.
وهذا يتطلب النزاهة في الرأي، والعصمة عن التحجّر.
كان مارون عبود يشدد على أن رجل السياسة، ينبغي أن يكون مثل الناقد السياسي، وليس شبيهاً بأي سياسي يرسل آراءه في كل مجال.
من هنا أهمية أن يكون صاحب الرأي، ملماً بالأوضاع القائمة.
وأن يتمتع بالجرأة الموضوعية على التعبير عما يجول في الخواطر والأذهان.
ويقول فؤاد بطرس إن الرئيس فؤاد شهاب حصد احترام الأصدقاء والأخصام لأنه كان يحتقر الاغراءات من أي نوع، وهذا ما قلَّ مثيله في الطبقة السياسية على معظم العصور.