IMLebanon

لا رئيس قبل تنحّي عون

لن يكون هناك رئيس جديد للجمهورية ما دام الجنرال ميشال عون مصراً على الترشح بالقوة، وبالتعطيل. عون لن يصير رئيسا، تماما كما لم يصر رئيسا قبل ربع قرن. لا نقول هذا الكلام انتقاصا منه، ولا من حجمه الشعبي والنيابي، لكنا نقوله من باب انه لن يكون في لبنان اليوم ولا غدا، ولا بعد مئة سنة رئيس يكون جزءا من الانقسام الحاد في البلد. عون ليس مرشح تسوية، ولا هو مرشح توافقي، وبالتأكيد ليس مرشحا توفيقيا كما يقدم نفسه. هو مرشح “حزب الله” الذي لا يخفي نائب الامين العام فيه نعيم قاسم حجم التأييد بإحياء مقولة “عون أو لا أحد”. ونحن نقول لا أحد ولا عون. فمرشح “حزب الله” في زمن التورط في الحروب الاقليمية، والغرق في الدماء السورية، وتأجيج الاحقاد الطائفية والمذهبية لا يمكن ان يكون رئيساً لكل اللبنانيين. اكثر من ذلك، نقول ان مرشحاً تمتد تحالفاته الاقليمية من طهران الى حارة حريك، مرورا بالقرداحة، لا يمكن ان يحلم بمنصب الرئاسة في بلد التنوع والتعددية والتوازنات الدقيقة. الوسيلة الوحيدة لوصول عون الى بعبدا هي ان ينتصر محور طهران – القرداحة – حارة حريك على امتداد المشرق العربي. عندها يتم فرض عون بالقوة وان موقتاً. فلبنان يبقى، على رغم كل شيء، بلداً حساسا في توازناته، وكل ما يفرض بالقوة يستحيل ان يدوم.

استنادا الى ما تقدم، ليس امام ميشال عون بصيغته الحالية إلا ان تأتي به حراب محور طهران – القرداحة – حارة حريك الى الرئاسة. غير ذلك الموضوع انتهى منذ ان ابى عون مغادرة مربع “حزب الله”، لكي يطرح نفسه مرشحا فوق الصراعات، والاصطفافات ، يكون حكما لا يشعر بمجيئه اي من اللبنانيين انه يمثل مشروع غلبة، او انحياز، او تحدّ.

ان الرئيس المقبل لا يمكن الا ان يكون نقطة الالتقاء بين اللبنانيين. هذه الصفة وسواها من الصفات الاساسية لا تتوافر في عون حتى اللحظة، بل انه يثبت من خلال اعادة اشعال “محركاته” الشعبوية اما حول الرئاسة واما حول قيادة الجيش انه يفتقر الى الصفة الاولى المطلوبة في الرئيس: الحكمة.

إن المرحلة الاقليمية شديدة الحساسية. بشار الاسد اشبه برجل المنطقة المريض الذي تجري مفاوضات حول مراسم دفنه. اما “حزب الله” الغارق في حرب اكبر منه فلن يخرج منها إلا بثمن باهظ جدا على التنظيم، وعلى بيئته الحاضنة. ولذلك قد يتأخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اقله الى ان تتضح صورة سوريا ما بعد بشار. و في مطلق الاحوال لقد اصبح بشار من الماضي.

طبعا هناك طريق اقصر لاختصار هذه المحنة العبثية وانتخاب رئيس جديد: ان ينتحى عون.