Site icon IMLebanon

مطلوب رئيس يختلف عن بوش وأوباما

علّق المسؤول المهم السابق نفسه في “الإدارة” المهمة داخل الإدارة الاميركية، الذي ساهم من أكثر من موقع في العمل على عملية السلام الإسرائيلي – الفلسطيني – العربي وتعاطى من قرب مع الموضوعين السوري والإيراني، على قولي ان الأسد وإيران لا يمانعان ضمناً في الاكتفاء بـ”سوريا المفيدة” وأن ما يهم إيران الاتصال البري العراقي – السوري (الأسدي) حماية لـ”حزب الله”، قال: “كما قلت أنت لا حلول سريعة في سوريا ولها. مؤتمر جنيف الثالث سينعقد مثله عشرات المؤتمرات لكنها لن تسفر عن حلول. قرار وقف العمليات العدائية (العسكرية) قد يبقى سارياً. خفّض مستوى العنف. لكن مستقبل سوريا وقبل التوصل إلى حل نهائي لأزمتها وحربها المتنوّعة قد يكون التقسيم الواقعي. يعني ذلك أن الأسد يسيطر على منطقته الحالية باسم “رئيس” في حين أنه سيكون “أمير حرب”. أما المناطق التي يسيطر عليها السنّة على اختلاف فصائلهم وتنظيماتهم فلن تكون موحدة. إذ سيتقاسمها هؤلاء سواء بالحسنى أو بالحروب في ما بينهم. ما الحل لهذه القضية؟” سأل. أجبت: الضغط على الدول المعنية الإسلامية والمسلمة العربية وغير العربية لتوحيد المعارضة السياسية والعسكرية في انتظار الحل النهائي. هل تعتقد أن طرح روسيا قبل أسابيع الفيديرالية حلاً لسوريا رغم اعتراض الأسد عليه رسمياً هو تمهيد للتقسيم الواقعي؟ سألتُ. أجاب: “طبعاً، فالروس لن يذهبوا أبعد من الذي بلغوه حتى الآن. لكنهم سيبقون مستعدين للدفاع عمّا أنجزوه لغاية اليوم في سوريا”. علّقتُ: في ظل التقسيم الواقعي المرتكز على السيطرة الجغرافية الراهنة للأسد وحلفائه ولأعدائه وحلفائهم يمكن الاستنتاج أن المنطقة أو المناطق السنيّة ستكون من دون منفذ بحري ومن دون دمشق عاصمة الأمويين. وهذا أمر قد لا يقبله سنّة سوريا وربما سنّة العرب وخصوصاً إذا صار التقسيم الواقعي نهائياً ورسمياً أو إذا كانت الفيديرالية تقسيماً مقنّعاً. ويعني ذلك احتمال نشوب معارك شرسة داخل سوريا لجعل الواقع الجغرافي النهائي مقبولاً من كل الأطراف.

انتقلنا بعد ذلك إلى إيران فقال المسؤول السابق المهم نفسه تعقيباً على شرحي لوضعها الراهن: “أنا معك في القول ان الرئيس روحاني ليس إصلاحياً. فهو كان جزءاً من المؤسسة الأمنية. وما كان نجح في المفاوضات النووية لولا موافقة الولي الفقيه خامنئي، وقبل ذلك في الانتخابات الرئاسية. فهو يريد إبقاء التوازن قائماً بين المعتدلين والمحافظين وبين رئاسة الجمهورية ومجلس الشورى”. علٌّقتُ: أوافق معك. لكن خامنئي بارع في إدارة إيران وأزمتها.

ثم تطرقنا الى احتفاظها على الأقل حتى الآن بمواطئ قدم في الدول التي كانت جزءاً من مشروعها الأقليمي الطموح جداً. وتناولنا تمسكها بدور إقليمي مهم مع دولتين اقليميتين مهمتين هما تركيا وإسرائيل. بعد ذلك انتقلنا الى السعودية فكان رأيه “أنها ارتكبت خطأً في اليمن بعدما شعرت أن خطره عليها صار كبيراً وخصوصاً في ظل سيطرة إيران على حوثييه (زيدييه) وقبائل علي عبدالله صالح”. قلتُ: لا بد من حوار سعودي – إيراني، فسأل: “هل تعتقد أن ذلك ضروري؟”. أجبت: نعم. ربما قبل الاتفاق النووي كنت أجيبك بـ لا. لكن لا بد أيضاً من حوار أميركي – إيراني.

ماذا في جعبة مسؤول سابق كبير جداً شارك بفاعلية في محاولة معالجة الأوضاع في الشرق الأوسط داخل “الإدارة” المهمة نفسها في الإدارة الأميركية؟

بدأ اللقاء بالتعليق على المقابلة التي أعطاها الرئيس أوباما للصحافي الأميركي غولدبرغ ونُشرت في “الاتلانتيك كاونسل” قال: “حاول الرئيس ايجاد أعذار لمواقفه. على كل هو في صورة عامة كان لا بأس به. المطلوب أن لا يكون الرئيس المقبل لأميركا جورج بوش جونيور جديداً لأن القديم كان متهوّراً، وأن لا يكون باراك أوباما جديداً أي غير مهتم ولا يمتلك سياسة لمعالجة الأزمات الطارئة أو حتى الدائمة والمزمنة”. علّقت: صحيح أنه متردّد ولا سياسة سورية عنده (أوباما). خطؤه في رأيي ليس عدم ارسال قوات برية إليها. فذلك خطيئة لأن العالم المسلم والاسلامي سيُستفز ضده وضد أميركا كون خطوته تزيد من انتشار التطرّف الاسلامي. بل هو عدم ضغطه على حلفائه العرب والمسلمين لتوحيد الثوار والمعارضين السوريين سياسياً وعسكرياً. ردّ: “هذا صحيح. لكن لا بد من أخذ ظروف الاميركيين ومصالحهم في الاعتبار. علماً أنه لم يكن سهلاً جمع العرب والسعودية وتركيا والعرب”. علّقت: أنظر ماذا فعلت روسيا لأن رئيسها كان عنده خطة نفّذها وحقّق أهدافها. بماذا علّق؟