IMLebanon

حرب الموقع وصلاحيات رئاسة الحكومة..هل تعيد الصقور الى «المستقبل» ؟

 

 

الاشتباك مع بعبـدا يُربـك بيـت الوسط والتكليـف…ويشدّ العصب السني

 

التعقيدات الاقليمية والداخلية المتشعبة تساهم في تعقيد المشهد الحكومي وأخذ الحكومة أبعد من أي وقت مضى حيث لا أحد في الداخل بخير، فرئيس الجمهورية كما تقول المصادر متحسّس من ان عهده مهدد بالانهيار، فيما الرئيس المكلف لا يبدو في وضعية جيدة أيضا حيث تفاقم الحصار من كل الجهات حول بيت الوسط، فالرئيس المكلف انزعج مؤخراً من الالتحام الذي حصل في الكواليس السياسية ضده ومن النصيحة التي وجهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لتأليف حكومة تكنو سياسية، ومن الاستخفاف الرئاسي الأخير في طريقة التعاطي مع التكليف، فعبارة «رئيس الوزراء السابق» الموجهة من قبل بعبدا الى بيت الوسط كانت كافية لاشعال حالة غضب على الساحة السنية وخلقت التفافا حول تكليف الحريري من قبل مناصريه ومن يختلفون معه على الساحة السنية، اذ جرى استفزاز الحريري لجره الى مشكلة تأليف، واظهار انه المعرقل ويصطنع العقد، وبأن الورقة التي تكتم حولها الحريري قبل التوجه الى قصر بعبدا كان هدفها احراجه لإخراجه.

 

لم يتوقع أحدا في الوسط السياسي وخارجه ان تتألف الحكومة في لقاء بعبدا الأخير، وقبل ان يتوجه الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا طغى الانطباع ان لا حكومة على ما عداه من نتائج أخرى، الا ان أحدا لم يتوقع ان تنزلق الأمور الى هذا المستوى من التخاطب السياسي والانفعالات وتبادل الرسائل على طريقة هذه لائحتي وتلك لائحتك، فما حصل كما تقول مصادر سياسية كان خارج اطار المواجهة المألوفة والعادية التي سادت في الأسابيع الأخيرة، والأخطر ان المواجهة مكملة فلا أحد سيتنازل للفريق الأخر، فرئيس الجمهورية مصر على الشراكة في التأليف وحقوق المسيحيين في تسمية وزراء الطائفة، فيما الرئيس المكلف يخوض معركة صلاحيات دستورية ومتمسك بحكومة اختصاصيين ومواصفات متهما الفريق الثاني بتمرير الثلث المعطل.

 

وضع التكليف، كما تقول المصادر، دخل مرحلة خطيرة، فرئيس «تيار المستقبل» مأزوم بين الشروط الداخلية والعقد الخارجية وما يطلبه المجتمع الدولي، لذلك يرمي التهم في اتجاه العهد والاخرين، وفيما يتعمق الخلاف مع بعبدا، فان الوضع المأزوم للرئيس المكلف خلق حالة تعاطف سني حوله في معركة استعادة كرامة رئاسة مجلس الوزراء بعد ان كان متهما في مرحلة التسوية الماضية بالانحياز الى بعبدا والتفريط بموقع وصلاحيات رئاسة الحكومة لحساب التسوية.

 

الاشتباك مع بعبدا خلق حالة تأييد وشد عصب على الساحة السنية وحتم الانفتاح على الحالات السنية التي ابتعدت عن بيت الوسط بعد ان وضع الحريري «فيتوات» على أسماء «مستقبلية» متهما اياها بالانقلاب السياسي عليه في السنوات الماضية بعد ابتعادها عن «المستقبل» لعدم تمكنها من تقبل التموضعات السياسية للحريري في حينه، حيث ان الشرخ كان واقعا بين الحريري والمجموعات «المستقبلية» التي خاصمها بعد ان وضع معايير معينة لفريقه السياسي في زمن معين، مما أبعد المخضرمين من تياره خصوصا من كانوا ضد التسوية رافضين لهط الاعتدال الذي مشى فيه.

 

الواضح من مواقف سياسيين من فلك «المستقبل» ومن اختلفوا معه ان الأزمة الأخيرة أعادت شخصيات سياسية انفصلت عن «المستقبل» في الماضي الى حاضنة «التيار الأزرق»، حيث برز في الأيام الأخيرة ان شخصيات افترقت عن بيت الوسط عادت للظهور والتغريد مدافعة عن تكليف الحريري، مما يؤشر الى مرحلة مختلفة عن السابق. فالرئيس المكلف اليوم بحاجة لحلفائه السابقين ورموزه السياسية في المواجهة مع العهد ومرحلة فتح الملفات ومكافحة الفساد.