لا تزال الحيرة مسيطرة على فريق الأكثرية النيابية لجهة من ستسمي لتشكيل الحكومة، فهذه الأكثرية أصابها التصدع أكثر فأكثر بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة.
وقالت مصادر مطلعة إن الخطوط مقطوعة بين عين التينة وبعبدا، وأن الرئاسة الثانية لن تحرّك ساكناً باتجاه الضغط لتحديد موعد للإستشارات النيابية الملزمة، فمن أوصل الوضع إلى ما هو عليه اليوم هو الذي يجب أن يبادر وأن يجد الحلول للمأزق الذي نحن فيه.
في المقابل تعيد بعبدا تكرار ما كان يحصل في استشارات نيابية ملزمة سابقة، فهي لن تحدد موعداً لهذه الاستشارات قبل أن تسفر المشاورات بين القوى السياسية عن الاتفاق على اسم يستطيع أن يقبل بالتكليف وأن يسرع بالتأليف وأن يكون بالدرجة الأولى قادراً على مواجهة الحملات التي ستستهدفه على خلفية تكليفه لا سيما وأن رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس سعد الحريري ما زال مصراً على عدم تزكية أي شخصية من قبله لرئاسة الحكومة.
وفي هذا المجال تحدثت المصادر المطلعة عن أن رئيس مجلس النواب لن يتدخل مع الرئيس الحريري لتزكية شخصية ما باعتبار أن الرئيس بري ما زال ممتعضا من اعتذار الرئيس الحريري ومن بعض التعاطي السلبي الذي رافق تقديم الحريري لتشكيلة الـ 24 وزيراً إلى قصر بعبدا، فبعدما كان الرئيس بري يقول إنه تمكن من إقناع الحريري بإسناد حقيبة الداخلية لحصة الرئيس عون، فوجئ بأن الحريري جعلها من حصته وهذا ما دفع عون ربما إلى التشدد في مسألة رفض التيار الوطني الحر منح الثقة للحكومة.
وأشارت المصادر المطلعة إلى أن الثنائي الشيعي لم يبحث بعد في خليفة الحريري تكليفاً، فالأمور منصبة حالياً على دراسة الوقائع المحيطة بالتكليف الجديد وهي:
1 – لا يمكن للرئيس المكلف الجديد أن يكون استفزازياً للداخل والخارج.
2 – أن يحظى بتغطية سُنية فلا يشعر أبناء هذه الطائفة بأنهم هزموا.
3 – السقف الذي وضعه الحريري للتشكيل والتعاطي مع رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل هل يستطيع من سيسمى أن ينزل تحته؟
4 – التعاطي الدولي والإقليمي تجاه الشخصية التي ستكلّف.
5 – رد الفعل الشعبي الداخلي تجاه هذه الشخصية لجهة ما إذا كانت مبعثاً للثقة أم أنها ستواجه في الشارع وفي حملات إعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
اختيار الرئيس المكلف لن يكون بحسب هذه المصادر سهلاً فالمهمة من كل جوانبها صعبة ودقيقة والتحديات كبيرة وما من أحد سيقبل بأن يتولى منصب رئاسة الحكومة لإدارة الانهيار وتقسيم التركة.