IMLebanon

احتيال على الدستور

 

قبل سبع سنوات ويزيد كان همّ اللبنانيّين تعبئة الفراغ المفروض بقوّة التعطيل في رئاسة الجمهوريّة بانتخاب رئيس، اليوم يعيش اللبنانيّون همّ تعبئة البنزين وترقّب انقضاء ما تبقّى من ولاية رئيس الجمهوريّة قبل أن يقضي عليهم العهد خصوصاً وأنّ شهيّة العهد وصهره مفتوحة على بقاء الرئيس في القصر إن لم يستطع الصهر الوصول إليه، فالترويج لرأي قانوني يبقي الرئيس على كرسي بعبدا بعد انتهاء ولايته في حالة تعذّر انتخاب رئيس هو كلام مثير للشفقة على هذا العهد وجماعته التي لم يكن لها غاية سوى الوصول إلى السلطة فعطّلت البلاد بقوّة سلاح حزب الله حتى وصلت إلى السّلطة، وبعدما أوصلها اتفاق معراب والتسوية إلى القصر لم يعد لها من غرض سوى الانفراد بالسلطة، وبعد فشلها عادت إلى ممارسة دورها التعطيلي واليوم وبعد انقضاء أكثر من ثلثي مدّتها لم يعد لديها غاية سوى المراوغة وبثّ الشّكوك عن بقائها في السّلطة وسيدّعون بالتّأكيد أنّ بقاءهم هو للحفاظ على حقوق المسيحيّين مثلما كانت حجّة تعطيل انتخاب «الرئيس المسيحي القوي»!!

 

تخطيّنا الأشهر العشرة وتكليفيْن لرئيسيْن لتشكيل حكومة ونحن على نفس المنوال ، ما يحدث هو أكبر عملية احتيال على الدستور، ما يحدث هو إصرارٌ على تعطيل للسلطة التنفيذيّة التي تحكم لبنان مجتمعة، وشطب للرئاسة الثالثة بعد تحوّل مقام رئاسة الحكومة إلى خيال صحراء والكلّ متآمر على الرئاسة الثالثة وعلى مقامها وما ومن تمثّل، ألا يوجد في هذا البلد من يرفض ترك البلاد معطّلة ويسعى إلى حكومة طوارئ تتحمّل المسؤولية وتعقد اجتماعات مفتوحة علّها تنقذ ما يمكن إنقاذه، من المؤسف أننا نشاهد حفلة قتل منهجي غير رحيم للشعب اللبناني، ودائماً تحت إمرة حزب إيران وسلاحه وأجندته الفارسية وبواخر المحروقات التي يراد لها أن تنسي اللبناني أنّ مآسيه اليوم سببها إيران وذراعها العسكري في لبنان وأجندتها المخفيّة والمخيفة التي تعصف بالمنطقة!

 

منذ العام 2006 تمّ تعطيل كلّ الحكومات التي تمّ تشكيلها بطريقة ما، حتى استحصل فريق حزب الله والتيار العوني على الثلث المعطّل فتحوّلت الحكومة مع أدائهم السياسي «العاطل» إلى ساحة لتصفية الخلافات السياسيّة وفرض الرأي وشلّ البلد وأكثر من ذلك أيضاً، حان الوقت لقول الأمور كما هي، فقدت رئاسة الحكومة دورها وقد عمد فريق سياسي إلى  تمريغ أنفها في وحول الحكم وإضعافها إلى حدّ يترحّم فيه كثيرون على رؤساء حكومات ما قبل الطائف، فنحن أمام فريق يقامر باستقرار لبنان لنزوات ومآرب شخصيّة،  لذا لم يعد جائزاً الاكتفاء بالاستياء والظنّ بأنّ التفاؤل والأمل سيغيّران شيئاً من هذا الواقع المأزوم الذي يعيشه اللبنانيّون بمرارة ما بعدها مرارة!