Site icon IMLebanon

ويبقى الرئيس الحريري  هاجسُهُ الأول: الرئاسة

إما أنَّ الأمم المتحدة تغيَّر دورها، وإما أنَّ العالم تغيَّر، وفي الحالتين فإنَّ شيئاً ما يتبدّل في هذا العالم فيما حكومتنا اللبنانية متلهِّيةٌ بكلِّ ما هو ثانوي.

وفيما هذا التلهي يبلغ ذروته، كان نحو ممثلي تسعين دولةً يجتمعون في جنيف ليبحثوا في تأمين دول تستقبل نصف مليون لاجئ سوري للأعوام الثلاثة المقبلة.

الأمين العام للأمم المتحدة، الموجود في ذلك المؤتمر حاول حثَّ الدول من خلال تذكيره بأنَّ بعض دول الجوار لسوريا وفَّرت إستضافة إستثنائية، حيث أنَّ لبنان يستضيف مليوني نازح فيما تركيا تستضيف مليونين وسبعمئة ألف والأردن سبعمئة ألف.

هذا هو الهَمّ الداهم، أما عدا ذلك فمن التفاصيل في ملفات إلهائية يتسلى فيها بعض السياسيين في لبنان، فيما الهموم أكبر من ذلك بكثير.

جزءٌ من هذه الهموم حملها الرئيس سعد الحريري إلى موسكو، وأبرز ما في نتائج هذه الزيارة هو ما لخَّصه دبلوماسي مخضرم إطَّلع على بعض من تفاصيلها، وفيه أنَّ المسؤولين الروس، وبعد المحادثات مع الرئيس الحريري، قرروا أن يوسعوا دائرة مشاوراتهم مع سياسيين لبنانيين، لأنَّ ما سمعوه من الرئيس الحريري يستدعي متابعة، وصولاً إلى إنضاج الملف الأساسي وهو إنجاز إستحقاق الإنتخابات الرئاسية.

ماذا حمل الرئيس الحريري إلى موسكو لتأتي هذه الزيارة على هذه الدرجة من الأهمية؟

وبماذا ردَّ الجانب الروسي؟

الرئيس الحريري قدَّم عرضاً مفصّلاً ليس للوضع في لبنان فحسب، بل ولأبعاد هذا الوضع في المنطقة. الجانب الرئيس ليس بعيداً عن المنطق الذي قدَّمه زعيم تيار المستقبل لذا قدَّم عرضاً متكاملاً خلُص فيه إلى التذكير بموقف روسيا من أنَّ الشعب اللبناني يحل مشاكله بنفسه من دون أيِّ تأثيرات خارجية.

وتعبيراً عن الإهتمام الروسي بالزيارة، فقد استُكمِلت المحادثات إلى مائدة غداء ضمت الوزير لافروف والرئيس الحريري والوفد المرافق له، الوفي والمؤتمن ويتميز بالثقة المتبادلة، وضم الوزير نهاد المشنوق وغطاس خوري ونادر الحريري.

وهكذا فإنَّ ثلاث ساعات من المحادثات الروسية – اللبنانية أتاحت تحديد المسار ورسم خارطة طريق توصل في نهاية المطاف إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي.

أهمية المحادثات اللبنانية في روسيا أنها أعادت وضعَ لبنان على الخريطة الدولية، وهذا الإنجاز الذي يُسجَّل للرئيس الحريري يُفتَرض أن يُتابَع على المستوى الرسمي، علّ بالإمكان فك شيفرة معضلة الإنتخابات الرئاسية.

وهذه المحادثات يُتوقع أن تُستَكمَل في أكثر من عاصمة، فما بدأه الرئيس سعد الحريري في موسكو يُتوقّع أن يُستتبَع في أكثر من عاصمة، وهنا الأبواب ستكون مفتوحةً لأنه عندما تُفتَح أبواب موسكو للزعيم الشاب فهذا يعني أنَّ أبواب عواصم أخرى لن تكون موصدة.