Site icon IMLebanon

الرئيس الحريري يتجرأ فيبدأ بتياره ويباشر الإصلاح… فمَن يلاقيه؟

 

مَن يجرؤ في لبنان على القيام بما قام به الرئيس سعد الحريري؟

مَن يجرؤ وهو خارج من انتخابات نيابية بأكبر كتلة على مستوى الطائفة السنية أن يباشر بحملة تغيير وتصحيح داخل تياره بدأت بأقرب المقربين له؟

ما من حزب أو تيار في لبنان إلا وسَجَّل ملاحظات على أداء كوادره ومناصريه وماكينته الإنتخابية، وهذه الملاحظات ساهمت بشكل أو بآخر في التأثير على النتائج في الإنتخابات النيابية، لكن معظمهم تستَّر على العيوب واستعاض عن المحاسبة بالإحتفالات والمهرجانات. وحده الرئيس سعد الحريري إستلَّ سيف الجرأة فلم ينتظر أكثر من أسبوع على انتهاء الإنتخابات النيابية، حتّى باشر عملية التغيير والتصحيح والتي بدأت بأقرب المقربين إليه، نادر الحريري، وتابعت فشملت مدير المتابعة في المستقبل، ماهر أبو الخدود، وهو اليد اليمنى لوزير الداخلية نهاد المشنوق، كما شملت منسقين ومسؤولين في الماكينة الإنتخابية لتيار المستقبل من بيروت، إلى طرابلس، إلى عكار، إلى البقاع.

 

جرأة الرئيس سعد الحريري أكثر من مضاعفة، للأسباب التالية:

إنه يقوم بعملية التصحيح والتغيير داخل تياره في عزِّ العاصفة من دون أن ينتظر أن تهدأ.

إنه يقوم بهذه العملية من دون توجّس أو خوف من أن يعمد بعض المبعدين على نقل البندقية من كتف إلى كتف، في وقت أظهرت نتائج الإنتخابات النيابية أنَّ كتلة النواب السنّة لم تعد كلها من تيار المستقبل، وأنَّ بعض النواب الجدد قد يحاولون الإستفادة من هذا الوضع المستجد في تيار المستقبل ليستميلوا بعض الخارجين.

 

تيار المستقبل أكبر تيار سياسي معتدل في لبنان، قاد في العام 2005 ائتلافاً نيابياً من 74 نائباً، وتكرَّر انتصاره في انتخابات العام 2009 حين حصد وحده 36 نائباً ينتمون إلى التيار، وكانت الإنتخابات وفق قانون أكثري هو خليط من قانون الستين ومن التعديلات التي أُدخلت عليه بموجب إتفاق الدوحة.

اليوم هناك قانون نسبي، كما أنَّ الرئيس الحريري دخل الإنتخابات في مرحلة من الإرهاق السياسي بعد سيل من الأزمات بدأت من تشرين الثاني الماضي ولم تنته ذيولها حتى اليوم. في هذه المرحلة العصيبة مرت عدة أزمات على البلد، بدءاً بمرسوم ترقية الضباط مروراً بسلسلة الرتب والرواتب ومروراً أيضاً بأزمة الكهرباء وغيرها من الملفات.

لم يقتصر الأمر على الملفات بل تجاوزه إلى الإنهماك بالمؤتمرات الدولية التي بلغت ثلاثة مؤتمرات:

من روما، إلى بروكسيل، إلى سيدر الذي كان موعده قبل أسابيع قليلة من الإنتخابات، عاد بعدها إلى لبنان ليقوم بأجرأ وأكبر جولة في المناطق اللبنانية كافة:

من عكار، إلى طرابلس، إلى بيروت، إلى الجبل، إلى الجنوب، إلى البقاع. خاطر بسلامته وتحدَّى النصائح والتحذيرات الأمنية من فريقه الأمني واختلط بالناس غير آبه بالمخاطر. ومع ذلك وعلى رغم كلِّ الإرهاق، حصد كتلة كبيرة تجاوزت العشرين نائباً ما عدا احتساب النواب الحلفاء.

ومع ذلك، تجرأ على بدء عملية التغيير الشاملة ليُشكِّل القدوة والمثال للآخرين، من تيارات وأحزاب… إذا تجرأوا.