يفتقد غابريال أتال، رئيس حكومة فرنسا الجديد، الى الخبرة في السياسة الخارجية وفي إدارة الملفات الكبرى! ولا يكفي أن يكون وزيراً للتربية في الحكومة السابقة لتحمّل مسؤولية حكومة دولة بهذا الحجم وبهذا التاريخ، خاصة مع اخفاقات ماكرون الأفريقية والشرق أوسطية! فالشاب الذي صعد بسرعة كبيرة، وترك الحزب الاشتراكي وانضم لحركة الرئيس ماكرون السياسية، انتخب نائباً واختير وزيراً للتربية والآن رئيساً للحكومة، عليه أن يواجه ملفات شائكة في العلاقات الدولية مع الدول الكبرى، في الاتحاد الأوروبي، وفي حرب روسيا وأوكرانيا بالإضافة الى الحرب على غزة! وسيصعب عليه التعاطي مع الملفات الداخلية الاقتصادية والطاقوية! ولكن هل السبب الحقيقي لاختيار ماكرون له هو لمواصفاته المغايرة عن أسلافه لجهة عمره ولجهة كونه مثلي الجنس (وهو يهودي الأصل مثل بورن التي يخلفها) أم أن ماكرون استبعد «تينورات» فريقه السياسي ليترأس الحكومة الأخيرة، على الأرجح، بعهده بنفسه؟!
في أيار 1927 تنتهي ولاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثانية (الولاية الأولى 14 أيار 2017 – 13 أيار 2022، والولاية الثانية انطلقت في 14 أيار 2022). وهو قام في منتصف الطريق تقريباً بتغيير في رئاسة الحكومة مع استقالة رئيسة الحكومة إليزابيت بورن (اليسارية، والمرأة الثانية والشخصية اليهودية الخامسة في رئاسة الحكومة 16 أيار 2022 – 8 كانون الثاني 2024)، التي خلفت جان كاستكس (الرجل الذي لا يعرفه أحد 3 تموز 2020 – 16 أيار 2022)، وإدوارد فيليب (اليميني الآتي الى الوسط 21 حزيران 2017 – 3 تموز 2020). وكان فيليب وكاستكس قد رافقا ماكرون في ولايته الأولى.
التغييرات الحكومية والوزارية يمكن أن تعطي صورة لحكومة أكثر شباباً ولكن أقل خبرة. وبالتالي هل تؤدي الى رفع شعبية ماكرون أو الى مزيد من انهيارها؟
* صحافي ومحلل سياسي