أما وقد وصل الوضع الى ما هو عليه يا دولة الرئيس، فأتمنى عليك أن تختار بين أمرين:
إما الموافقة على التكليف بشروطك كاملة غير منقوصة ودون أي تنازل، فليس لديك ما تخسره إذا جُوبهتَ بالرفض.
أو رفض التكليف، على أن لا تُسمّي أي شخصية أخرى من داخل تيار المستقبل أو من خارجه، لكي لا يُتّخذ من الأمر «شمّاعة» في حال فشل هذه الشخصيّة لأي سبب كان، بما فيه وضع العراقيل من قبل البعض.
تذكّر يا أبا حسام العودة المُظفرة للوالد الشهيد الرئيس رفيق الحريري بعد محاولة اقصائه وحرقه سياسياً. ولديك حالياً فرصة ذهبية للتخلّص والتحرّر من جميع الارتباطات والاتفاقيات السابقة، وربما تمحو من أذهان الناس زلّات وتنازلات الفترة الماضية، وتفتح صفحة جديدة مع جمهورك الحالي والسابق. وأتمنى عليك ان اتخذت هذا الخيار أن تُعيد النظر بجديّة ودون أي محاباة، بجميع من يُحيط بك من فريق عملك.
دولة الرئيس،
أنت لم تختر العمل السياسي مجالاً لك، ولكن الظروف المأساوية وضعتك في خضمّه، وبغضّ النظر عن نجاحك أو فشلك في الفترة الماضية، فأنت معذور تماماً ويحُقّ لك الابتعاد عن العمل السياسي في حال ارتأيت ذلك، بعد أن قدّمت أقصى ما يمكن تقديمه من وقت وجهد ومال، وبعد تعرّضك لأقسى المخاطر والضغوط الحياتية والسياسية، وبعد ان خانك كثيرون من الداخل والخارج، وتخلّى عنك من يتوجب عليهم أن يكونوا بجانبك. وأضيف: إرث الرئيس الحريري ليس حكراً عليك وليس حصرياً بآل الحريري، بل يتحمّله كل من آمن به، ومن استفاد منه.
أقدمْ يا دولة الرئيس .. ولا تخشى في مستقبل الوطن وأبنائه لومة لائم.
