يبدو أنّ الرئيس الروسي رئيس فاشل لأنّه لا يستحق أن يطلق عليه لقب «القيصر» لأنّ هذا اللقب له شروطه ومستلزماته.
فإنّك عندما تريد أن تتمثل بالعظماء عليك أن تحقق إنجازاً عظيماً لتدخل فيه نادي العظماء، أمّا أن تحتال على المناصب لكي تبقى في السلطة فإنّ ذلك لا يعطيك الحق في أن تكون عظيماً… فساعة أنت رئيس الدولة وساعة ثانية أنت رئيس الوزراء، والمصيبة أنّ رئيس الوزراء الذي عيّنته رئيساً للجمهورية لم يصدّق نفسه أنّه أصبح رئيساً للبلاد فبقي يتصرّف على أنه رئيس للوزراء وليس رئيساً للجمهورية لذلك كنا نراه كلما أراد اتخاذ أي قرار فإنه يسألك: ماذا تريدني أن أفعل؟ ويتصرّف على أساس جوابك أو بالأصح أوامرك.
الشعب الروسي شعب عظيم ولكن وللأسف المشكلة هي في القائمين بالسلطة وليست في الشعب، من هنا فأنّا لا ألوم الشعب الروسي العظيم المغلوب على أمره.
ولو عدنا الى تقويم أعمال بوتين ووضعناها في الميزان فماذا ستكون النتيجة؟ طبعاً معروفة سلفاً… فلنبدأ بالأخطاء:
أولاً: هل التدخل العسكري في سوريا هو لمصلحة روسيا؟ وهل سيعيد لروسيا دورها كدولة عظمى وتكون مشاركة لأميركا في قيادة العالم؟
الجواب سهل وبسيط: طبعاً لا! لماذا؟ لأننا لو نظرنا الى مسار التدخل العسكري عبر التاريخ الحديث على الأقل لوجدنا أنّ أي دولة ولو كانت عظمى لم تنجح في تدخلها ضد أي دولة حتى لو كانت صغيرة، فلنأخذ مثالاً أولئك الفقراء الذين لا يقتاتون إلاّ الرز، بسبب فقرهم، أعني الڤييتناميين، ألم تفشل أميركا في الڤييتنام؟ ولكي أكون أكثر دقةً ألم تتبهدل أميركا في الڤييتنام؟
كذلك مثل ثانٍ: ماذا حققت أميركا باحتلالها أفغانستان؟ هل قضت على «طالبان»؟ وهل قضت على «القاعدة»؟
ولم تكتفِ أميركا بإخفاقها في أفغانستان، بل جاء دور إخفاقها في العراق. صحيح أنها بعد هجوم استمر ثلاثة أسابيع استطاعت أن تحتل العراق ولكنها بالرغم من ذلك لم تستطع أن تحكمه وفشلت وانسحبت منه مدحورة.
هذه أمثلة للإخفاق أظن أنّ بوتين يعرفها جيداً، وبالرغم من تجربة روسيا في أفغانستان لا أعلم كيف يقدم على عمل عسكري في سوريا.
ثانياً: لو تأملنا في الإخفاق الروسي في سوريا نبدأ من «بروڤة» إطلاق الصواريخ من بحر قزوين، وبدلاً من أن تتوجه الصواريخ الى سوريا سقطت في الأراضي الايرانية.
فعلاً يا عين على الصواريخ الروسية… وهذا مثال مهم على إخفاق السلاح الروسي.
ثالثاً: موضوع إسقاط الـ16 F لـ»السوخوي 24» الروسية يا غبي (وفق التعبير الاميركي)، ألم تعلم أنها رسالة من أميركا ترسم لك حدود العلاقة بين روسيا وإيران: ما هو مسموح وما هو ممنوع، وما هي الحدود المحظر عليك تجاوزها؟..
رابعاً: أميركا وقوتها المالية الكبرى كلفتها حرب أفغانستان وغزو العراق مليارات وسببت عجزاً كبيراً وإخفاقاً كبيراً وصل الى 13 ألف مليار دولار، وهذا ما كبدها أكبر خسارة في تاريخها…
هل تظن أنّ دخولك في الحرب السورية سيكون حالك أفضل من حال أميركا؟ طبعاً… لا!
أما الطامة الكبرى فهي أنك تريد أن تنتقم من تركيا وكأنك لا تعرف أنّ تركيا نفذت ما طلبه الأميركيون منها فاتخذت عقوبات أريد أن أعدد بعضها:
1- ماذا عن مشروع «ترك ستريم» وهو خط نقل الغاز الروسي الى أوروبا عبر تركيا… طبعاً لا شيء.
2- مشروع المحطة النووية التي تبنيها روسيا في تركيا بقيمة 20 مليار دولار… طبعاً لا قرار.
3- المفاجئ أنّ العقوبات اقتصرت على إجراءات تجارية تعادل 10٪ من حجم التبادل التجاري بين البلدين وتصل قيمته الى 40 ملياراً.
أخيراً أنصحك بأن تعيد العسكر الى روسيا وتحافظ على دور سياسي يمكن أن يكون أفضل.
وبإمكانك أن تبقي على السائحات الروسيات، وهذا أجدى.