يوماً بعد يوم يتبيّـن كم كان اختيار ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان اختياراً صائباً إذ انّ هذا الشاب الواعد بالحياة وبالنشاط وبالعمل يثبت أنّه يتمتع بكثير من المواهب التي يحتاج إليها المجتمع والدولة السعودية.
فلو نظرنا الى فريق العمل الذي اختاره الامير لرأيناه يتمتع بكفاءات عالية من العلم والمعرفة والخبرة، وهذا سوف يعطي نتائج مهمة للمملكة التي هي بحاجة إليها.
موضوع تحديث الإدارة في المملكة هو الشغل الشاغل لهذا الأمير الذي يعمل يومياً 18 ساعة بشكل جدّي وهو يثابر على العمل وعلى متابعة أدق التفاصيل لنجاح مسيرة المملكة الجديدة.
أثار سموّه في حديث الى مجلة الايكونوميست البريطانية المتخصصة بالشؤون الاقتصادية موضوع طرح أولى الأسهم لشركة «أرامكو» والذي سوف يصدر خلال بضعة أشهر… وهذا الموضوع يعني أنّ الامير يؤمن بالمشاركة بين الدولة وبين المواطن وهذا عامل أساسي في إنجاح المؤسسات، وعليه لم يكن من باب المصادفة تركيزه على «دولة المؤسسات»… وقد وردت هاتان الكلمتان مرات عديدة خلال المقابلة، وعليه نفى أن يكون «مهندس الحرب» في اليمن، إنما القرارات تتعلق في المطلق بالوزارات المعنية وبمجلس الوزراء ومجلس الشؤون الأمنية والسياسية… وقال إنّ الدافع الى الحرب هو استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء وليس لهذا علاقة كون الامير وزيراً للدفاع.
وقد أكد ولي ولي العهد أنّ المملكة أبعد ما تكون عن أزمة إقتصادية، مؤكداً على إيجابية المستقبل.. نافياً الضريبة على دخل الفرد وعلى الثروة، إنما ستكون هناك ضرائب ورسوم مدعومة من قِبل المواطن، أما أبرز التحديات فهي ضرورة تنويع الاقتصاد ليصبح أقل اعتماداً على النفط… مؤكداً السعي الى أسواق الطاقة المفتوحة.
وتناول في حديثه العناوين العصرية المهمة التي بيّنت كم أنّ لديه نظرة رؤيوية ذات أفق متمكّن مقرونة بحيوية الشباب.
وكان واضحاً وصريحاً جداً في تناوله الشأن الاجتماعي والمرأة السعودية جازماً و»ضامناً» بأنّ ليس هناك أي عقبات في طريق النساء لتعزيز مشاركتهن في العمل.
وقد لا تستوعب هذه العجالة الإحاطة بسائر القضايا التي أثارها الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في هذه المقابلة الصحافية، إلاّ أن بيت القصيد فيها هو جزمه بأنّ «الحرب مع إيران كارثة ولن نسمح بها».
وهذا الكلام إن دلّ على شيء فيدل على نفي لكل التخرصات التي تحدّثت عن التهوّر في اتخاذ القرارات وسائر ما لجأ إليه المغرضون وأعداء المملكة… ولتثبت أن البعض من الشباب يملك حكمة الشيوخ المستندة الى العزم والثبات.