IMLebanon

أمير بمرتبة وزير!

الحديث السياسي يعبّر أحياناً، عن رأي وزير، أو يأتي بمثابة وجهة نظر.

وهذا ما يجعل الآراء السياسية، مضبطة اتهام، للنظام حيناً، ولأهل النظام غالباً.

إلاّ أنه في الأسبوع الفائت، وصلت الأمور، الى حدود دقيقة، وصعبة، مما جعل البلاد وكأنها على شفير انهيار سياسي، لا على صعيد مناكفة حزبية أو طائفية.

إلاّ أن وزير الاتصالات الشيخ بطرس حرب، قال الحقيقة ولو جاءت مرّة.

أو الى حدّ سقوط المراعاة الوزارية والسياسية في البلاد.

وفي حديثه الأخير الى الشقيقة الصيّاد يقول نائب بلاد البترون، ان بعض الوزراء، أضحوا يتصرفون، وكأن كل واحد منهم أمير على وزارته.

وهذا ما جعل معظم الوزراء، يتصرفون وكأنهم أمراء طوائف لا سادة على مرافق وزارية.

وبصريح العبارة، تجاهل بعض الوزراء، تمثيلهم السياسي لكتل نيابية، وراحوا يتصرفون، وكأن كلاً منهم مجرّد أمير على طائفة، وصل، بانتسابه اليها، الى موقعه الوزاري.

وهذا ما جعل الوزير حرب، يُنبّه الى خطورة عزل لبنان عن محيطه العربي وعن العالم أيضاً. مما أضفى عليه أسوأ صورة للنظام الديمقراطي.

***

لبنان الى أين؟

هذا هو السؤال الذي يشغل الناس، ويستبد بالسياسيين.

والنائب بطرس حرب، هو شيخ سياسي، وعندما خاض الانتخابات النيابية للمرة الأولى، بدأ معركته من بلدة دوما، وكان معه الوزير الراحل طوني فرنجيه، وحدّد للسياسة مفهوماً متطوراً، أبرز فيه النوعية الحضارية للتمثيل السياسي.

ويومئذ تلقف الرئيس صائب سلام مفهومه، وأحب أن يتوّج به حكومة كان يسعى الى تأليفها، في حقبة السبعينات.

لكن الأمور لا تسير دائماً، كما تشتهي السفن الماخرة للأجواء السياسية في البلاد.

***

والحكم فيه طلعات، وفيه أيضاً نزلات.

من أجل ذلك، أصبح اسم بطرس حرب شيخ المرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

وهو الآن يناصب، رجالاً أشدّاء في السياسة، ويتحلّى بتأييد الأقوياء والضعفاء والمشايخ.

لكن الكلام الجيّد، يعبّر دائماً، عن جودة رجال السياسة، وهذا ما تحفل به بلاد البترون من يوم كان منافسه في النيابة، وعلى رئاسة الجمهورية المرحوم مانويل يونس.