IMLebanon

أولوية الرئاسة  مددت للمجلس

مرت الجلسة الثالثة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب مرور الكرام، واكتفى النواب الحاضرون بتعليقات سريعة من منبر المجلس، دون الدخول الى القاعة المحرومة من نعمة النصاب، الممنوع من الاكتمال، بعضهم جددد التنديد بمقاطعة الغائبين، وبعضهم الاخر، وهو قليل، برر المقاطعة بذرائع لم تعد تستوقف أحداً.

ولا يبدو ان الجولة الرابعة عشرة المقررة في ٢٩ الجاري، سيكون حظها في الانعقاد أفضل، فالظروف الاقليمية ما زالت غير متساهلة مع الاستحقاقات اللبنانية، وعلى رأسها استحقاق رئاسة الجمهورية، اضافة الى الموانع الداخلية الظاهرة أو المستترة، والتي نرى شبيهاً لها ما يجري في اليمن…

استعصاء النصاب القانوني في المجلس، من اجل انتخاب الرئيس، أفسح في المجال لتمديد الضرورة للنواب من حيث تلاقي رفض الرئيس سعد الحريري لمبدأ الانتخابات النيابية، قبل الرئاسية، مع رفض الرئيس نبيه بري اجراء انتخابات نيابية في غياب تيار المستقبل، فكانت الحصيلة انضمام رئيس المجلس الى أنشودة التمديد التي لطالما رفض سماعها.

والجديد الجديد في هذه المعمعة ان فريق ١٤ آذار على دأبه في تحميل حزب الله وحليفه العماد عون مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، برغم مبادرات سعد الحريري وطروحات سمير جعجع، وعدم تكلف الحزب والتيار، عناء الرد أو التبرير، لأن الشمس طالعة والناس قاشعة… فمفتاح الرئاسة اللبنانية، كمفتاح رئاسة الحكومة اليمنية، كلاهما في علاّقة المفاتيح الايرانية المرتبطة بالملفات النووية، وبالنفوذ الاقليمي المتصل بالأحلام الامبراطورية، التي غدت مجدداً، بعيدة المنال، منذ انتشار داعش في اواسط العراق وتراخي قبضة النظام في دمشق، وارتفاع صوت الاعتدال السني في لبنان، كانعكاس لدخول التطرف الداعشي على الخط، من بوابة الثأر والدم والدمار.

وكان الهجوم على جرود بريتال من جانب جبهة النصرة علامة واضحة على عزم هذا التنظيم حشر حزب الله ومن يمثل في معقله الى الشرق من بعلبك، رداً على تمسك؛ الحزب بالبقاء في سوريا. كداعم للنظام، وليس حامياً للمقدسات، ولغرض كسر الحصار المفروض على هذه الجماعات في جرود عرسال، المفتوحة عى كافة الاحتمالات، مع تعزيز شروط الافراج عن العسكريين الرهائن، لدى داعش والنصرة، طبقاً لقاعدة المقايضة التي فرض الحزب رفضها على الحكومة السلامية…

ولاحظت مصادر نيابية بقاعية ان الدواعش أكثر ارتياحاً على الجانب السوري من الحدود منه بالمقابل اللبناني، حيث إنهم يسرحون ويمرحون، ويحصلون على الامدادات على اختلافها، مما يسقط الاعتقاد بأنهم كانوا بصدد فتح ممرات للتموين، إذ أي تموين يمكن أن يأتيهم عبر جرود بريتال، التي تصلهم بمعاقل حزب الله وببيئته الحاضنة؟

ويذهب البعض الى حدّ الاعتقاد بأن النظام الذي أطلق الدواعش من كنفه، يراهن، على استدراج لبنان، من خلال هجماتهم على الأراضي اللبنانية، الى شرك معاهدة الأخوة والتنسيق، التي تجاهر قوى الثامن من آذار باعتبارها خشبة خلاص لبنان من الموجة التكفيرية العارمة والمتدافعة عبر حدوده الشرقية…

ويضاف الى التنسيق الذي اعترف السفير السوري علي عبدالكريم علي بوجوده في الميدان خارج الأطر السياسية المطلوبة أيضاً، هناك الترويج للهبة العسكرية الايرانية للجيش اللبناني، التي دونها العقوبات الأميركية المفروضة على التعاطي التجاري مع طهران، بيعاً أو شراء، والتي بسبب مكونات هذه العقوبات أبقيت ايران خارج التحالف الدولي الذي انضم اليه لبنان.

ويبدو ان الحكومة حسمت أمرها على هذا الصعيد، بشكر طهران على هبتها، من دون ضرورة تسلمها، إذ الى جانب التعقيدات الدولية الممكنة، ثمة ثمن سياسي، سيكون على لبنان دفعه، في حال القبول، من بقايا ارادته الوطنية.

على أن البعض يعتقد ان الحديث عن الهبة الايرانية فضلاً لا يجوز تجاهله، فلربما كان الاعلان عنها، المسرّع الخفي لتدفق الذخائر الأميركية الى الجيش اللبناني، ومن ثم لاقرار لوائح الأسلحة الفرنسية الممولة سعودياً…