IMLebanon

اولوية سعد الحريري

نسمع يومياً لغطاً كبيراً حول موقف «تيار المستقبل» من الاستحقاق الرئاسي.

البعض يزعم أنه يملك «معلومات»، والبعض الآخر يدّعي أنه من عظام الرقبة ويعرف ما يدور في الخفايا والقصور، والبعض الثالث يستند الى «مصادر موثوقة» و»أوساط عليمة»… الى ما هنالك من هذه التسريبات.

والاجتماع الأخير لكتلة «المستقبل» النيابية أثار غباراً كثيراً لشدّة ما دار حوله من كلام وأقاويل ومزاعم و… خيالات!

بكل صراحة إنّ القرار الأوّل والأخير في الأمور المفصلية، ورئاسة الجمهورية في مقدّمها، هو للرئيس سعد الحريري، وليس لأحد سواه في «تيار المستقبل»، هذه حقيقة يعرفها الأقربون والأبعدون، والأقربون يعرفونها، بالطبع، قبل سواهم.

لذلك عندما يقرّر سعد يصبح القرار ملزماً للجميع.

والأولوية عند سعد الحريري هي ملء الشغور الرئاسي… ذلك أنّ استمرار «الفراغ» يعني، ببساطة ووضوح، أنّ لبنان يتآكل بمقوماته الدستورية والوطنية كلها تقريباً.

فمَن يجهل أنّ هذه الأولوية هي التي تحكّمت بقرار الرئيس سعد الحريري عندما قبِل بالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في مرحلة المفاوضات الأولى التي أجريت في باريس بينهما، والتي لم يُكتب لها النجاح في حينه؟

ومَن يجهل أنّ هذه الأولوية إياها هي التي تحكّمت أيضاً بقرار الحريري عندما أعلن ترشيحه سليمان فرنجية للرئاسة… وهو القرار الذي أثار (وما زال يثير) حوله من غبار وضجيج وردود أفعال كبيرة وكثيرة؟

وذلك كله تضحية من الحريري سعياً منه لإنقاذ ما في مرحلة عزّ فيها الانقاذ.

ويبدو أنّ قدر هذا الرجل أن يكون المضحّي دائماً وأبداً من أجل وطنه، وحفاظاً على الخط الوطني العريض الذي أرسى قواعده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

أمّا أنّ الرئيس فؤاد السنيورة قال كذا وكذا، والنائب أحمد فتفت قال كذا وكذا، والنائب عمار حوري هو أيضاً قال كذا وكذا(…) فهذا كله جيّد… ولكنه لا يلزم أحداً.

ولكن الحقيقة أنّ مصلحة البلد هي فوق الأقاويل كلها، وليس في «تيار المستقبل» أو في أي جماعة وطنية وسياسية أخرى من يحق له المزايدة على سعد الحريري…

عوني الكعكي